وسط تضارب المعلومات عن المنفذ الرئيسي للهجوم الذي استهدف مجمع دفاعياً إيرانياً، كشف مسؤولون أمريكيون وأشخاص مطلعون على عملية أصفهان التي وقعت ليل (السبت)، أن إسرائيل نفذت غارة سرية بطائرة مسيّرة استهدفت مجمعاً دفاعياً في إيران، مؤكدين أن ضربة أصفهان هدفها احتواء طموح طهران النووي والعسكري، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال».
وكان مسؤولون إيرانيون قد قالوا إن إيران أحبطت محاولة هجوم من قبل ثلاث طائرات صغيرة استهدفت مصنعاً للذخيرة في مدينة أصفهان، بجوار موقع تابع لمركز أبحاث الفضاء الإيراني، الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عمله في إيران.
وقالت إيران إن دفاعاتها الجوية أسقطت إحدى الطائرات بينما انفجرت الطائرتان الأخريان فوق المستودع، ما تسبب في أضرار طفيفة في السقف، فيما وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الانفجار بأنه ضربة جبانة.
من جهتها قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن المسيّرات التي استهدفت مواقع بأصفهان يعتقد أنها انطلقت من داخل إيران، موضحة أن الطائرات دون طيار وتسمى «كواد كوبتر» لأن لديها أربعة دوارات، لديها مدى طيران قصيراً، ما يؤكد أنها أقلعت من داخل إيران.
فيما لم يتضح بعد مصدر الطائرات المسيّرة، التي شاركت في الهجوم، وفق الصحيفة، مشيرة إلى أن أصفهان بعيدة عن الحدود الدولية لإيران، لذلك من المحتمل أيضاً أن يكون الهجوم منظماً من داخل إيران.
بالمقابل، كشفت مصادر أمريكية أن الضربة التي وجّهت لإيران بالمسيّرات شارك فيها سلاح الجو الأمريكي ودولة أخرى، مؤكدة أن الضربة استهدفت مخزون الصواريخ الباليستية، وشددت على أنه تم تمرير رسائل لإيران بأنه لن يتم السماح بمواقع إنتاج الصواريخ الباليستية. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، عن مصادر المخابرات الغربية والأجنبية قولها: إن الهجوم في أصفهان كان ناجحاً رغم المزاعم الإيرانية بأنه «هجوم فاشل».
وقالت الصحيفة إن معظم الاستخبارات الغربية والمصادر الإيرانية نسبت الفضل إلى الموساد لهجمات ناجحة مماثلة ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية في يوليو 2020، ومرفق نووي مختلف في نطنز في أبريل 2021، ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو 2021 وتدمير نحو 120 طائرة إيرانية دون طيار أو أكثر في فبراير 2022. ووقعت 4 انفجارات في الموقع ضد منشأة تقوم بتطوير أسلحة، فيما الأضرار تجاوزت بكثير «الأضرار الطفيفة في السقف» التي تدعيها طهران، وفق الصحيفة.
وكانت وكالة إيرنا الإيرانية قد ذكرت أن 3 مسيّرات من طراز «كواد كوبتر» محملة بقنابل صغيرة نفذت الهجوم، ما يرجح نظرية تنفيذ الهجوم من داخل إيران، لكن وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم، وهددت باستهداف مصالحها بالمسيرّات.