على الرغم من مرور 4 أشهر على استقالة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ليز تراس، إلا أنها لا تزال تشعر بمرارة ترك منصبها بعد 6 أسابيع فقط، باعتبارها أقصر مدة لرئيس حكومة في تاريخ المملكة المتحدة.
وبدت تراس متأثرة بقصر فترة جلوسها في منصب رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت، وأكدت لصحيفة «صنداي تليجراف» أنها لم تمنح أبدا «فرصة حقيقية» لتنفيذ جدول أعمالها الراديكالي الذي ارتبط بخفض الضرائب، لكنه قوبل بالرفض من قبل حزبها و«مؤسسة اقتصادية ذات نفوذ»، بحسب قولها. وأجبرت تراس على الاستقالة، حيث إنها لم تقدر قوة المقاومة، التي كانت ستواجهها لخططها.
ورغم الانتقادات التي وجهتها ليز تراس إلى حزب المحافظين إلا أنها اعترفت بأنها لم تكن «منزهة من الخطأ» على الطريقة التي تفككت بها الميزانية المصغرة لوزير الخزانة كواسي كوارتنغ، سيئة السمعة بشكل كارثي.
ولا تزال صاحبة أقصر مدة رئاسة وزراء في تاريخ المملكة المتحدة تعتقد أن نهجها بشأن قيادة النمو، كان هو الصحيح. وأضافت: «لا أدعي أنني منزهة من الخطأ، فيما حدث، لكن بشكل أساسي، لم يتم منحي فرصة حقيقية لتطبيق سياساتي، من قبل مؤسسة اقتصادية ذات نفوذ هائل، بالإضافة إلى الافتقار إلى دعم سياسي».
وأضافت تراس: «كنت أفترض عندما دخلت داونينغ ستريت، أن يتم احترام وقبول تفويضي. كم كنت مخطئة؟!، وبينما كنت أتوقع مقاومة لبرنامجي من النظام، فقد قللت من حجمه». وفي ختام حديثها قللت رئيس الحكومة السابقة من شأن المقاومة داخل حزب المحافظين في البرلمان، للانتقال إلى اقتصاد أقل ضريبيا وأقل تنظيما.
يذكر أن تراس تولت رئاسة الحكومة البريطانية في 6 سبتمبر الماضي، وكانت آخر رئيسة وزراء في عهد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي توفيت في 8 من الشهر ذاته، لكنها استقالت في العشرين من أكتوبر الماضي أي بعد 45 يوما فقط في السلطة.