أعاد المنطاد الصيني الجدل إلى الكابيتول هيل خصوصاً أن الحادثة جاءت بعد تقرير سري حذر من حوادث عدائية لدول يحتمل أنها تستخدم تكنولوجيا جوية متقدمة للتتجسس على أمريكا.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤولين قولهم إن التقرير السري المقدم إلى الكونغرس الشهر الماضي استعرض حادثتين على الأقل لقوة منافسة تقوم بمراقبة جوية باستخدام تقنية متطورة غير معروفة على ما يبدو، مؤكدين أن التقرير لم ينسب الحوادث إلى أي دولة لكن مسؤولين أكدا أن المراقبة ربما نفذتها الصين.
وركز التقرير المتعلق بما تسميه أجهزة المخابرات بالظواهر الجوية غير المحددة على عدة حوادث يعتقد أنها عمليات تجسس ومراقبة وتضمنت بعض هذه الحوادث البالونات، في حين أن البعض الآخر شمل طائرات دون طيار «كوادكوبتر».
وتستخدم العديد من البلدان تقنية التجسس الجوي لجمع البيانات عن الدول المتنافسة وكذلك الحلفاء والشركاء، ولإلقاء نظرة على الأجزاء النائية من العالم. لكن هذه الممارسة يمكن أن تؤدي إلى أزمات دبلوماسية وتوترات عسكرية أكبر عندما تنحرف عن مسارها.
وكانت طائرة استخباراتية تابعة للبحرية الأمريكية قد اصطدمت بطائرة اعتراضية صينية بالقرب من جزيرة هاينان الصينية وخلف الحادث وفاة طيار صيني وأدى إلى أزمة دبلوماسية بين قادة البلدين خصوصاً أن الصين تنفق نحو 209 مليارات دولار، أو 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي، على جيشها بشكل عام.
وأفاد التقرير أن صانعي السياسة في واشنطن قلقون بشكل خاص بشأن استثمارات الصين في التقنيات التي يمكن أن يكون لها تطبيقات عسكرية أو استخباراتية، ويعتقد مسؤولو الدفاع الأمريكي أن الصين تقوم بمراقبة مناطق التدريب العسكري والتدريبات كجزء من محاولة لفهم أفضل لكيفية تدريب أمريكا طياريها والقيام بعمليات عسكرية معقدة.
وقال مسؤولون إن المواقع التي حدثت فيها عمليات مراقبة غير عادية تشمل قاعدة عسكرية في الولايات المتحدة وقاعدة في الخارج، مؤكدين أن محطة فالون الجوية في نيفادا ومحطة سلاح مشاة البحرية الجوية إيواكوني في اليابان مواقع يُعتقد أنها حدثت فيها عمليات مراقبة أجنبية، لكن لم يذكر صراحة أن الصين كانت وراء هذه الإجراءات.
وفحصت «البنتاغون» خلال عامين 366 حادثة لم يتم تفسيرها في البداية غير أن تأكيدات تبين أن هناك 163 منها كانت عبارة عن بالونات، لكن لم يكن أي منها يجري عمليات استطلاع مستمرة للقواعد العسكرية، وفقاً لمسؤول أمريكي.
ونشرت «البنتاغون» صوراً لبعض حوادث المراقبة المشتبه بها التي لم يتم تفسيرها في البداية، وأظهرت الصور مثلثات خضراء في الهواء تم التقاطها بالقرب من تدريبات بحرية أمريكية، لكن مسؤولين أمريكيين في جلسة استماع بالكونغرس العام الماضي، قالوا إن المثلثات كانت مجرد طائرات صغيرة دون طيار، ولم تنسب لأي دولة.
وكان لاختبار الصين صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت في عام 2021 تخوفات في أوساط الأمريكيين، إذ حذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك إيه ميلي من أنه قريب من لحظة سبوتنيك، في إشارة إلى إطلاق الاتحاد السوفيتي قمراً صناعياً ناجحاً خلال الحرب الباردة لتصبح تلك الصواريخ محوراً تقنياً رئيسياً لبكين وأظهرت فيها الصين قدرات تساوي أو تفوق قدرات الجيش الأمريكي.