فيما شرعت عدة دول عربية وغربية في اليوم الثاني لنكبة الزلزال، اليوم (الثلاثاء)، بتقديم المساعدات العاجلة إلى سورية وتركيا لمواجهة تداعيات المأساة التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والنازحين، وسط صعوبات تواجهها عمليات الإنقاذ، إضافة إلى خسائر مادية جسيمة تفوق الوصف، يقدرها الخبراء بمليارات الدولارات.
وفي معلومات صادمة، توقعت منظمة الصحة العالمية أن يبلغ عدد المتضرّرين نحو 23 مليون شخص في البلدين المنكوبين، محذرة من أن فرص العثور على ناجين تقل مع مرور الوقت، ورجحت أنه في حال تواصل ارتفاع عدد القتلى بهذه الوتيرة، فإن الرقم يمكن أن يصل إلى نحو 20 ألف شخص.
وحتى كتابة هذه السطور، ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 5 آلاف قتيل ونحو 24 ألف جريح في سورية وتركيا. وأعلن مجلس الوزراء السوري، تخصيص 50 مليار ليرة «كمبلغ أولي» لمعالجة أضرار حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.
وخصص الرئيس التركي رجب أردوغان؛ الذي أعلن حالة الطوارئ 3 أشهر بالمناطق المنكوبة، 100 مليار ليرة للمساعدة في مواجهة تداعيات الزلزال. وقال في مؤتمر صحفي أمس: إن الحكومة تستخدم الطائرات المسيرة لحصر الأضرار، معلناً 10 مدن متضررة منطقة كوارث، ولفت إلى أن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ. وجدد أردوغان التأكيد على أن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا من أكبر الكوارث عالمياً، لافتاً إلى إنشاء 54 ألف موقع للإيواء في مناطق الزلزال. وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أفاد بأن الظروف الجوية القاسية تعرقل توصيل المساعدات إلى المناطق المتضررة وعمليات الإنقاذ. وقال في تصريحات للصحفيين: إنه سيُسمح فقط لعربات الإنقاذ ونقل المساعدات بدخول ومغادرة خطاي وقهرمان مرعش وأديامان، وهي ثلاثة من أكثر الأقاليم تضرراً؛ وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وأفصح المسؤول الإقليمي لـ(اليونيسيف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمار عمار، أن زلزال سورية وتركيا تسبب في قتل آلاف الأطفال. وذكر أن الظروف الجوية الصعبة تعقد مهمة إنقاذ الأطفال والأهالي، لافتاً إلى أن الاحتياجات الإنسانية بسبب الزلزال كبيرة، مؤكداً ضرورة توفر مساندة دولية. ولفت المتحدث باسم الـ(يونيسيف) جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي بجنيف، بأن الزلزال والهزات الارتدادية التي أعقبته ودمرت عشرات المباني في سورية وتركيا، ربما أودت بحياة آلاف الأطفال.