قدر الباحث المصري المتخصص في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي أبوبكر الديب، الخسائر الاقتصادية المبدئية للزلازل الذي ضرب 10 مدن تركية وامتدت آثاره إلى محافظات سورية بـ70 مليار دولار.
وقال الديب لـ«عكاظ» تلك الخسائر مبدئية في كلا البلدين، والخسائر النهائية سوف تظهر خلال الأسابيع القادمة، عند رؤية تضرر السياحة والاستثمار وغيرها، مؤكداً أن الخسائر التركية تعد الأصعب والأقوى، حيث بدأت تظهر بعد الحادث مباشرة، منها هبوط الليرة إلى مستوى قياسي جديد مسجلة 18,85 أمام الدولار، قبل أن تعاود التعافي، فيما انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في تركيا بنسبة 4,6 %، وتم تعليق صادرات النفط، وتراجع التصنيف الائتماني والسياحة والاستثمار، وتضرر الصادرات، بينما يبلغ العجز التجاري المحلي والخارجي حسب المسؤولين الأتراك إلى 110 مليارات دولار.
وأضاف الباحث المصري أن الزلازل تسبب في انهيار الآلاف من المباني العامة والخاصة والتاريخية فى البلدين، فضلا عن تعليق الإنتاج الصناعي في العديد من المصانع، وتضرر البنية التحتية ما يرفع فاتورة إعادة الإعمار، مبيناً أن نحو 13.5 مليون مواطن تركي تأثروا بالزلزال بشكل مباشر في الولايات العشر التي ضربها.
ولفت الديب إلى أن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأعاصير تسبب أضراراً اقتصادية هائلة، فضلا عن مخاطرها البشرية، ناهيك عن تدمير البنية التحتية مثل المساكن والمدارس والمصانع والمعدات، والطرق والسدود والجسور ورأس المال البشري، وفقدان العمال المهرة، مشيراً إلى أن الزلزال العنيف ضرب مواقع أثرية عدة في البلدين، أبرزها قلعة غازي عنتاب في تركيا، وقلعة حلب وعدد من المتاحف الأثرية في سورية.
وتوقع الباحث المصري نجاح أنقرة في النهاية باحتواء وامتصاص هذه الكارثة، كونها تمتلك أحد أكبر 20 اقتصاداً عالمياً، لكن المشكلة الكبرى تكمن في سورية التي أنهكتها الحرب الأهلية، ودمرت بنيتها التحتية.