منذ لحظة الزلزال الذي ضرب الأراضي السورية والتركية في الـ6 من فبراير، يدور الحديث عن تباين الخسائر بين مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، على الرغم من أن الكارثة عمّت الجميع وضربت كل السوريين على أرض واحدة، ولم تفرق بين المعارضة وبين النظام السوري.
تعاطف الشعب السوري على مستوى المجتمعات فيما بينه نتيجة هذا الزلزال الذي وحّد المصاب وقرّب بين العواطف، إذ فقد كل السوريين ممتلكاتهم وتهجرت عائلاتهم وفقدوا أبناءهم تحت الركام، الأمر الذي ساوى بين كل السوريين دون تمييز بين طائفة أو عرق أو مذهب.
ونتيجة الوضع السياسي في سورية، بدأ الحديث عن آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد، واجتمع نائب الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث مع بشار الأسد من أجل تسهيل دخول المساعدات إلى المناطق السورية المختلفة، وبالفعل وافق النظام السوري على إدخال المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، بعد أن تدخل من الحدود الشمالية مع تركيا، بعد أن تعهد النظام أنه سيسلم أيضاً المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة، ليكون الزلزال السبب الرئيسي في جمع معاناة السوريين معاً، في الوقت الذي يتطلب من الجميع تجاهل الخلافات السياسية.
ومن المتوقع أن يبدأ النظام السوري بتسليم المناطق الشمالية جزءاً من المساعدات بموجب آلية معينة تتدخل فيها الأمم المتحدة، لتخفيف المعاناة عن أهالي الشمال السوري، للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، الأمر الذي طرح تساؤلاً: هل يمكن أن ينتهي النزاع من بوابة الزلزال والمعاناة الإنسانية؟!
تركيا.. حضور عربي
على الرغم من أن تركيا تمتلك علاقات وطيدة في الاتحاد الأوروبي وهي مشروع انضمام إلى هذا الاتحاد منذ سنوات، إلا أن موقف الاتحاد الأوروبي في هذه الأزمة ليس بالموقف الذي يتلاءم مع هذه العلاقة، خصوصاً أن تركيا أيضاً عضو في حلف الناتو، فالمساعدات الأوروبية لم تتحرك إلى تركيا بالشكل المطلوب، بينما التصريحات تحاول فقط أن تكون تغطية على الموقف الأوروبي الضعيف حيال الكارثة التركية.
كانت الدول العربية الأقرب إلى تركيا من العالم الغربي، فالسعودية وقطر ومصر والأردن والكويت والجزائر كانت الدول السباقة في الوقوف إلى جانب تركيا، إذ تفرض البيئة الإقليمة مثل هذه المواقف، وأن تكون تركيا الاهتمام الأول بالنسبة إلى دول المنطقة، وبالفعل كان التفاعل الإقليمي لا مثيل له.
ويظهر هذا الأمر مدى التغير في العلاقات الدولية من البوابة الإنسانية، إذ إن تركيا باتت أقرب إلى الشرق منه إلى الغرب، وهذه حقيقة باتت شبه واضحة، ولعل الاندفاع العربي الإنساني إلى تركيا أكبر دليل على هذا الأمر، يضاف إلى ذلك أن تركيا عبر التصريحات الرسمية توجهت في أكثر من مرة بالشكر إلى الدول العربية الداعمة والمساندة في هذا الزلزال، وربما يشكل ذلك إشارة ونقطة يتوقف عندها الجانب التركي في سياسته الخارجية.
أيادٍ سعودية بيضاء
أمام هذا المشهد المعقد، دخلت المساعدات السعودية على خط الأزمة، فالسعودية من مبدأ التعامل مع الشعب السوري بغض النظر عن الواقع السياسي أرادت أن تقدم للشعب السوري الدعم والمساندة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد منذ عام 2011، وكان التوازن السعودي الإنساني عادلاً بين جميع السوريين، إذ كان الشمال لا يختلف عن الجنوب وعن الشرق أو الغرب، إذ نظرت المملكة إلى المسألة من الزاوية الإنسانية البحتة، بحثاً عن مصالح الشعب السوري فقط، دون الاقتراب من الأبعاد السياسية.
وفي الـ10 من فبراير قدمت المملكة 11 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية والمساعدات الغذائية ومختلف الاحتياجات الأساسية للمتضررين السوريين من الزلزال، بحمولة ما يقارب 84 طناً، عبر معبر باب الحمام بالتعاون والتنسيق مع الجانب التركي، لتكون هذه المساعدات أول المساعدات التي تدخل مناطق سيطرة المعارضة السورية.
في الـ14 من فبراير، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة وصول طائرتين إغاثيتين إلى مطار حلب تحمل ذات المساعدات التي تم تقديمها إلى السوريين في الشمال، لتكون المملكة الدولة الأولى في العالم التي لبّت حاجة السوريين إلى المساعدات الإنسانية بعيداً عن تعقيدات السياسة، على أن يشرف الهلال الأحمر السوري حصريّاً على هذه المساعدات، وربما تدفع المملكة بمزيد من المساعدات الأخرى إلى الشعب السوري الذي رأى في هذه المساعدات يداً بيضاء عربية إسلامية تمتد إلى السوريين الذين تقطعت بهم السبل.
من كل هذا السرد، يمكن القول إن الزلزال فتح مقاربة جديدة في الحالة السورية أساسها العامل الإنساني، وتقول المقاربة إن الاتفاق على المبادئ الإنسانية يمكن أن يتم بعيداً عن الخلافات السياسة، وبالتالي يمكن إسقاط معاناة الشعب السوري الإنسانية من قاموس الصراع السوري ليبقى الخلاف السياسي والعسكري مستمراً على حاله، فيما يتم تحييد الجانب الإنساني عن هذه الخلافات، وبالتالي يمكن أن تكون البوابة الإنسانية أحد أبواب الحل في سورية بعد أن استعصت الأزمة السورية على كل الدول وعلى السوريين أنفسهم.
تعاطف الشعب السوري على مستوى المجتمعات فيما بينه نتيجة هذا الزلزال الذي وحّد المصاب وقرّب بين العواطف، إذ فقد كل السوريين ممتلكاتهم وتهجرت عائلاتهم وفقدوا أبناءهم تحت الركام، الأمر الذي ساوى بين كل السوريين دون تمييز بين طائفة أو عرق أو مذهب.
ونتيجة الوضع السياسي في سورية، بدأ الحديث عن آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد، واجتمع نائب الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث مع بشار الأسد من أجل تسهيل دخول المساعدات إلى المناطق السورية المختلفة، وبالفعل وافق النظام السوري على إدخال المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، بعد أن تدخل من الحدود الشمالية مع تركيا، بعد أن تعهد النظام أنه سيسلم أيضاً المساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة، ليكون الزلزال السبب الرئيسي في جمع معاناة السوريين معاً، في الوقت الذي يتطلب من الجميع تجاهل الخلافات السياسية.
ومن المتوقع أن يبدأ النظام السوري بتسليم المناطق الشمالية جزءاً من المساعدات بموجب آلية معينة تتدخل فيها الأمم المتحدة، لتخفيف المعاناة عن أهالي الشمال السوري، للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، الأمر الذي طرح تساؤلاً: هل يمكن أن ينتهي النزاع من بوابة الزلزال والمعاناة الإنسانية؟!
تركيا.. حضور عربي
على الرغم من أن تركيا تمتلك علاقات وطيدة في الاتحاد الأوروبي وهي مشروع انضمام إلى هذا الاتحاد منذ سنوات، إلا أن موقف الاتحاد الأوروبي في هذه الأزمة ليس بالموقف الذي يتلاءم مع هذه العلاقة، خصوصاً أن تركيا أيضاً عضو في حلف الناتو، فالمساعدات الأوروبية لم تتحرك إلى تركيا بالشكل المطلوب، بينما التصريحات تحاول فقط أن تكون تغطية على الموقف الأوروبي الضعيف حيال الكارثة التركية.
كانت الدول العربية الأقرب إلى تركيا من العالم الغربي، فالسعودية وقطر ومصر والأردن والكويت والجزائر كانت الدول السباقة في الوقوف إلى جانب تركيا، إذ تفرض البيئة الإقليمة مثل هذه المواقف، وأن تكون تركيا الاهتمام الأول بالنسبة إلى دول المنطقة، وبالفعل كان التفاعل الإقليمي لا مثيل له.
ويظهر هذا الأمر مدى التغير في العلاقات الدولية من البوابة الإنسانية، إذ إن تركيا باتت أقرب إلى الشرق منه إلى الغرب، وهذه حقيقة باتت شبه واضحة، ولعل الاندفاع العربي الإنساني إلى تركيا أكبر دليل على هذا الأمر، يضاف إلى ذلك أن تركيا عبر التصريحات الرسمية توجهت في أكثر من مرة بالشكر إلى الدول العربية الداعمة والمساندة في هذا الزلزال، وربما يشكل ذلك إشارة ونقطة يتوقف عندها الجانب التركي في سياسته الخارجية.
أيادٍ سعودية بيضاء
أمام هذا المشهد المعقد، دخلت المساعدات السعودية على خط الأزمة، فالسعودية من مبدأ التعامل مع الشعب السوري بغض النظر عن الواقع السياسي أرادت أن تقدم للشعب السوري الدعم والمساندة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد منذ عام 2011، وكان التوازن السعودي الإنساني عادلاً بين جميع السوريين، إذ كان الشمال لا يختلف عن الجنوب وعن الشرق أو الغرب، إذ نظرت المملكة إلى المسألة من الزاوية الإنسانية البحتة، بحثاً عن مصالح الشعب السوري فقط، دون الاقتراب من الأبعاد السياسية.
وفي الـ10 من فبراير قدمت المملكة 11 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية والمساعدات الغذائية ومختلف الاحتياجات الأساسية للمتضررين السوريين من الزلزال، بحمولة ما يقارب 84 طناً، عبر معبر باب الحمام بالتعاون والتنسيق مع الجانب التركي، لتكون هذه المساعدات أول المساعدات التي تدخل مناطق سيطرة المعارضة السورية.
في الـ14 من فبراير، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة وصول طائرتين إغاثيتين إلى مطار حلب تحمل ذات المساعدات التي تم تقديمها إلى السوريين في الشمال، لتكون المملكة الدولة الأولى في العالم التي لبّت حاجة السوريين إلى المساعدات الإنسانية بعيداً عن تعقيدات السياسة، على أن يشرف الهلال الأحمر السوري حصريّاً على هذه المساعدات، وربما تدفع المملكة بمزيد من المساعدات الأخرى إلى الشعب السوري الذي رأى في هذه المساعدات يداً بيضاء عربية إسلامية تمتد إلى السوريين الذين تقطعت بهم السبل.
من كل هذا السرد، يمكن القول إن الزلزال فتح مقاربة جديدة في الحالة السورية أساسها العامل الإنساني، وتقول المقاربة إن الاتفاق على المبادئ الإنسانية يمكن أن يتم بعيداً عن الخلافات السياسة، وبالتالي يمكن إسقاط معاناة الشعب السوري الإنسانية من قاموس الصراع السوري ليبقى الخلاف السياسي والعسكري مستمراً على حاله، فيما يتم تحييد الجانب الإنساني عن هذه الخلافات، وبالتالي يمكن أن تكون البوابة الإنسانية أحد أبواب الحل في سورية بعد أن استعصت الأزمة السورية على كل الدول وعلى السوريين أنفسهم.