في تصعيد جديد يقلق الغرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليق المشاركة في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي. ويعود توقيع الاتفاقية الهادفة إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية، إلى أبريل عام 2010، ووقعها عن الجانب الأمريكي باراك أوباما، ونظيره الروسي آنذاك ديمتري ميدفيديف.
ومع قرب دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني، تحدث الرئيس فلاديمير بوتين، مرسلاً رسائل إلى أوكرانيا والغرب والداخل الروسي. وفي خطابه السنوي أمام البرلمان، قال بوتين: «أخاطبكم اليوم في ظل تغييرات جذرية وأحداث تاريخية تحدد مستقبل وطننا وشعبنا». واعتبر أن وعود وكلمات القادة الغربيين كانت «مجرد ذرائع» لكسب الوقت لإعداد أوكرانيا للمواجهة، نذكر كلمات النظام الأوكراني بشأن استعادة الصفة النووية لأوكرانيا. ولفت إلى أنه حينما كانت روسيا صادقة بشأن اتفاقيات مينسك كان الغرب يقوم بما سماه «مسرحية دبلوماسية»، في إشارة لاتفاقيات مينسك. واعتبر أن بلاده كانت منفتحة ومستعدة للحوار، كنا دائماً نسعى للضمانات الأمنية للجميع بمساواة وعدل، لافتاً إلى أن هناك المئات من القواعد العسكرية للناتو حول العالم يكفي النظر إلى الخريطة لنرى ذلك. واتهم الغرب بأنه من بدأ الحرب، ونحن حاولنا ونحاول إيقافها. وأكد أن الغرب كان يلعب بأوراق مخلوطة ويحتفل بخيانته فهو معتاد على البصق على العالم كله.
وقال الرئيس الروسي: كنا نعرف أن الخطوة التالية بعد دونباس هي الهجوم على القرم. نحن ندافع عن وطننا، الغرب أضاع حوالى 150 مليار دولار لتسليح أوكرانيا. لقد منح الغرب خلال عام 2020 للدول الفقيرة 60 مليار دولار. قارنوا الأرقام!».
ورأى أن مشروع صناعة دولة معادية من أوكرانيا يضرب بجذوره إلى القرن التاسع عشر، النازيون في أوكرانيا لا يخجلهم أنهم أحفاد كتائب النازية في ألمانيا، يستخدمون الإرهاب ضدنا.
وفي رسالة للأوكرانيين، قال بوتين: نحن لا نحارب الشعب الأوكراني هذا الشعب أصبح أسيراً للغرب على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري، محذراً من أن الغرب يستخدم أوكرانيا كساحة للحرب. كلما زاد مدى الأسلحة التي يزود بها الغرب أوكرانيا، فسنقوم بدفع العدو بعيداً عن أراضينا. وجدد اتهامه للغرب بأنه يحاول فرض أجندته الثقافية على الكنيسة وفرض المثلية عليها. وأكد أن كل تلك المشكلات الثقافية هي مشكلة الغرب، أما نحن فنسعى للحفاظ على أطفالنا.
وفي رسالة تحذير للغرب، شدد على أنه من المستحيل هزيمة روسيا بساحة المعركة، وسنتعامل بالشكل المناسب حيال تحويل الصراع إلى مواجهة عالمية. وأكد أن مستوى تجهيز قوات الردع النووي الروسي بلغ أكثر من 91%.
وفيما يتعلق بالداخل الروسي، قال: ننحني لأسر المحاربين والعاملين وأصحاب المهن الطبية وغيرهم من المشاركين في العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا. وأعلن زيادة الدعم للمناطق الجديدة، وسنعمل على مد الطرق وسننفذ جميع هذه الخطط. وسنوفر الأمن والاستقرار لها. واقترح بوتين تأسيس صندوق حكومي لدعم أسر المشاركين في العملية العسكرية.