في تأكيد جديد على أن مركز إدارة العمليات الإرهابية ضد اليمن والعالم يقع مقره في طهران، خصوصاً بعد تولي سيف العدل قيادة تنظيم القاعدة، أبرم أنصار الشريعة في اليمن (جناح القاعدة العسكري) صفقة تبادل أسرى مع مليشيا الحوثي برعاية وتنسيق إيراني.
ورغم إعلان التنظيم الصفقة (السبت) الماضي الذي كشف خلاله أنه استعاد عنصريه «القعقاع البيحاني» و«موحد البيضاني» دون أن يحدد المقابل أو زمن الصفقة، إلا أن المليشيا ظلت تتهرب لأكثر من 24 ساعة، ليعلن بعد ذلك رئيس لجنة الأسرى الحوثي عبدالقادر المرتضى، (الأحد)، أن مليشياته استعادت 3 من عناصرها مقابل إطلاق عنصرين من القاعدة.
وأقر القيادي الحوثي المعين نائب وزير خارجية الانقلاب حسين العزي، بأن هذه الصفقة ليست الأولى، وهو ما يؤكد ما نشرته «عكاظ» الشهر الماضي عن وجود اجتماعات ولقاءات وصفقات يجري الإعداد لها بين القاعدة والحوثي، إذ كان يجرى التفاوض على إطلاق 17 من التنظيم الإرهابي مقابل 9 حوثيين.
المليشيا توفر الغطاء للقاعدة
وأفادت مصادر قبلية موثوقة بأن المفاوضات التي قادها القيادي في القاعدة الذي يتخذ من منطقة يكلا بمحافظة البيضاء (مناطق الحوثي) مقراً له عبدالله علي علوي مزاحم المكنى بـ«الزرقاوي» والقيادي الحوثي محمد سالم النخعي المكنى (أبو أنس)، حددت خارطة إرهابية جديدة ضد الشعب اليمني ومصالحه، وأطلقت 5 عناصر إرهابية من التنظيمين (الحوثي والقاعدة).
ولفتت المصادر إلى أن من النقاط المتفق عليها منذ وقت سابق توفير مليشيا الحوثي الحماية والغطاء لتنظيم القاعدة بقيادة زعيمها الجديد خالد سعيد باطرفي في مناطق سيطرتها، سواء في محافظة البيضاء أو ذمار أو الأطراف الجنوبية الشرقية لصنعاء، ليتنقل فيها التنظيم بكل سهولة ويسر ويتخذ منها مقراً له.
وكان مدير أمن محافظة أبين العميد علي ناصر الكازمي أكد أن الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي شهدتها محافظتا عدن وأبين يقف وراءها تنظيم القاعدة والحوثي.
وعلمت «عكاظ» من مصادر أمنية أن «الحوثي والقاعدة» حاولا تجنيد عدد من ضعفاء النفوس والمتعصبين فكرياً وطائفياً في المناطق المحررة لكن أجهزة الأمن كانت لهم بالمرصاد وألقت القبض على عدد من المجندين ووجد بحوزتهم كتيبات لمؤسس المليشيا الحوثية حسين بدرالدين الحوثي وأخرى لزعماء القاعدة تحث على العنف والإرهاب والفوضى وقتل النفس المحرمة.
طهران.. مركز الإرهاب
من جهته، كشف الخبير العسكري العميد ركن محمد الكميم لـ«عكاظ»، وجود أدلة كثيرة تؤكد أن إيران هي من تدير القاعدة والحوثي في اليمن ابتداء من صفقات الأسرى وانتهاء بعدم تنفيذ التنظيم أي عملية إرهابية في مناطق المليشيا والتركيز على تنفيذ العمليات في مناطق الشرعية، فضلاً عن تنصيب زعيم القاعدة في إيران، كل هذا يؤكد أن غرفة العمليات واحدة هي طهران، وإن إيران هي الدولة الإرهابية الأولى التي تمول كل التنظيمات الإرهابية.
وأفاد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية سعيد عبيد الجميحي بأن العلاقة بين الحوثي والقاعدة لا تشمل تبادل الأسرى فقط، وإنما هناك توجيهات من زعيم تنظيم القاعدة سيف العدل المتواجد في إيران للتنظيم بالتعاون مع أنصار إيران في دولهم، وهذه مشكلة عندما تجتمع المصالح. ولفت إلى أن العلاقة تجاوزت الأسرى وهناك عمليات مشتركة بينهما، وكل منهما يريد الاستفادة وفي الأخير ستكون اليمن الضحية، محذراً من أن اتفاقهما أو اختلافهما يمثل خطراً كبيراً.
اللعب على المكشوف
وكانت الخارجية الأمريكية أوضحت في بيان لها أن المواطن المصري المقيم في إيران محمد صلاح الدين زيدان والمكنى «سيف العدل»، أصبح زعيماً لتنظيم القاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري في يوليو 2022، ورغم تهرب طهران ونفيها لوجوده إلا إن إعلان مرتزقتها (الحوثي والقاعدة) عن لقاءاتهما وصفقاتهما يؤكد أن هناك توجيهات صدرت من طهران لأتباعهم الإرهابيين باللعب على المكشوف بعد أن كان التنسيق سريّاً ويقتصر على رعاية مندوب الملالي الصريع حسن إيرلو وخليته والعمل على تنفيذ العمليات الإرهابية المشتركة ضد الشرعية. وهكذا بات اللعب على المكشوف بين القاعدة والحوثي بمثابة رسالة إيرانية أردات إطلاقها من اليمن، تؤكد فيها أنها أصبحت مركز الإدارة الرئيسي لكل التنظيمات الإرهابية سواء الحوثي أو القاعدة أو حزب الله أو داعش. ولم يستبعد المراقبون أن يعقد حزب الله ومليشيات إيران في سورية ولبنان صفقات أخرى في القريب العاجل، على أن يبدأ مرحلة جديدة من الإرهاب مع تولي سيف العدل قيادة التنظيم الإرهابي، وهو ما يستوجب تحركاً دولياً لتصنيف الحوثي منظمة إرهابية وإطلاق تحالف كبير للقضاء عليه والقاعدة معاً كون الخطر لن يقتصر على الأراضي اليمنية بل سيمتد إلى عدد من دول العالم في ظل سيطرة الحوثي على سواحل كبيرة من اليمن وتحويل موانئ ومرافئ الحديدة إلى مراكز عسكرية.