طرح خبراء عددا من السيناريوهات المتوقعة لحرب أوكرانيا خلال عامها الثاني، وبحسب ما أورد موقع «ديلي إكسبريس» البريطاني، فإن مؤسسة ومديرة المعهد الإقليمي للدراسات الأمنية ناتيا سيسكوريا، رأت استنادًا إلى خطابه السنوي في 21 فبراير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «ليس مستعدًا للانسحاب أو التفاوض لإنهاء الحرب».
وأفادت بأن الحد الأدنى من الانتصارات الذي تتطلع روسيا إليه هذا العام هو السيطرة على دونباس، إلا أنه لن يتوقف بالضرورة عند تلك المنطقة. ورجحت أن تكون الخسائر فادحة، إذ يتم نقل مئات الآلاف من المجندين غير المؤهلين إلى أوكرانيا من روسيا، والذين يفتقرون إلى المعدات اللازمة، ناهيك عن مشكلات خطيرة في التخطيط واللوجستيات.
وقالت إن بوتين يعول على مثل هذا النصر لأنه يعتقد أن حلفاء أوكرانيا سيتعثرون في مرحلة ما، وسيواصل هذه الحرب من منظور طويل الأمد بأن الغرب قد ينهار في مرحلة ما.
من جهته، استبعد مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة الدكتور نيل ملفين استعادة أوكرانيا الأراضي التي فقدتها خلال العام الأول للحرب، إلا أنه عبر عن تفاؤله بقدرة الأوكرانيين على إحراز تقدم. وقال: إذا تمكنت القوات الأوكرانية من إدارة المعركة والوصول إلى مرحلة تمكنها من تهديد شبه جزيرة القرم، فقد تكون هناك فرصة لعقد مؤتمر سلام. وحذر ملفين من احتمالات تداعي وحدة وانهيارها بسبب سأم الشعوب من طول الحرب والأعباء التي يتحملونها جراء تلك الحرب.
وتوقع أن تبدأ الصين في تزويد روسيا بالسلاح، وعند هذه النقطة قد تجد أوكرانيا نفسها مضطرة إلى التوصل إلى تسوية مع روسيا تفقد بموجبها أجزاء كبيرة من أراضيها، بما في ذلك منح شبه جزيرة القرم لروسيا، وفي تلك المرحلة، سيظهر تقسيم جديد لأوكرانيا.
بدوره، توقع الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بافيل سلونكين، أن يدعو بوتين إلى تعبئة جماهيرية لجميع المواطنين الروس في سن القتال خلال المرحلة القادمة. ولم يستبعد لجوء روسيا إلى ابتزاز الغرب لحمل أوكرانيا على الرضوخ لمطالبها، وقد تفعل ذلك بالأسلحة الكيماوية، وربما بأخطر الأسلحة: النووية التكتيكية، وهو سيناريو لا يتمناه أحد. واستبعد أنه يكون هناك وقف لإطلاق النار في أي وقت قريب، أو على الأقل طالما بقيت القوات الروسية في أوكرانيا.