من لم يمت بنيران شرطة النظام مات بالسم على أيدي متشددي خامنئي، هكذا الوضع في طهران اليوم (الثلاثاء) بعد الإعلان عن إصابة عشرات الطالبات بالتسمم في مناطق إيرانية عدة وسط غموض بشأن الدوافع والملابسات.
واتهمت وسائل إعلامية إيرانية، النظام بالوقوف وراء الجريمة، مؤكدين أن السلطات ترفض الكشف عن الجهات الضالعة بهذه الهجمات الغامضة، ووفقاً لموقع «إرفع صوتك» الإيراني فإن هناك جماعات متشددة تعارض تعليم الفتيات (داخل نظام خامنئي) تقف وراء الجريمة لإجبارهن على عدم الذهاب إلى المدارس.
وقالت وكالة تسنيم للأنباء أنه تم تسميم عدد معين من التلميذات في مدرسة خيام للبنات في مدينة بارديس في محافظة طهران، مبينة أن 35 تلميذة حتى الآن نقلت إلى المستشفى وأجهزة الطوارئ موجودة في المدرسة للسيطرة على الوضع.
وأشارت وسائل إعلامية إيرانية إلى أن عددا من الفتيات والأطفال في مدارس مدينة بارديس نقلوا إلى المستشفى، ويرفض النظام الإيراني نشر الإحصاءات الدقيقة لعدد المدن والمدارس والطالبات اللاتي تعرضن لـ«التسمم المتسلسل» حتى الآن، لكن ممثل سروستان في البرلمان عبد علي رحيمي مظفري قال إن ما لا يقل عن 10 إلى 15 مدينة في البلاد شهدت حوادث تسمم الطالبات.
من جهته، أكد وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني بهرام عين اللهي اليوم أن سماً خفيفاً تسبب في تسمم الطالبات، معلناً عن تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في هذا الأمر، مبيناً أن كيفية إنتاج هذا السم وهل كان متعمدًا أم لا، ليس من اختصاص وزارة الصحة.
وكانت المتحدثة باسم لجنة الصحة في البرلمان زهراء شيخي قد أعلنت عن اجتماع مشترك مع لجنة التربية والتعليم للتحقيق في سبب تسمم الطالبات في قم.
في حين اتهمت وزارة الصحة الإيرانية الأحد أفراد لم تسمهم بالسعي لإغلاق كل المدارس، وخصوصا مدارس الفتيات، وهو ما أثار حالة من الغضب في أوساط الإيرانيين.
ووصف ناشطون المسؤولين عن هذه الهجمات بطالبان في أفغانستان ومتشددي بوكو حرام في غرب أفريقيا، كون هؤلاء يعارضون تعليم الفتيات.
واعترف رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف بأن التسمم استهدف مدينتي قم وبوروجرد غرب البلاد.
وتشير التقارير إلى أن البداية كانت في نوفمبر الماضي حينما أصيبت 18 طالبة مدرسة ثانوية في مدينة «قم» بحالات تسمم استدعت نقلهن إلى المستشفى، وبعدها انتشر الأمر وتكرّر في نحو 14 مدرسة على الأقل داخل طهران ومدينتيْ أردبيل وبوروجرد.
وأكد المسؤول في جامعة قُم للعلوم الطبية ماجد محبي تعرض عشرات الطالبات لغاز أصابهن بالتهاب في الحلق والسعال والغثيان وضعف العضلات وضيق التنفس.
يتزامن ذلك، مع تواصل الاحتجاجات العمالية والشعبية، ونظم العديد من المتقاعدين في إيران اليوم وقفات احتجاجية في عدة مدن للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، فيما هاجمت قوات الأمن المحتجين في طهران.