بعدما قرر الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) استبدال الورقة البيضاء التي كانت سائدة قبل خمسة أشهر في صندوق انتخاب رئيس جديد للبنان بورقة سليمان فرنجية، ساد الصمت أغلب الأروقة السياسية التي تنكب على تفكيك إعلان حسن نصرالله ترشيح فرنجية، وما إذا كانت عملية محترفة لحرقه أو لإيصاله جدياً إلى قصر بعبدا.
وبانتظار أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وأن يعلن فرنجية ترشحه للرئاسة رسمياً، يبدو أن «الثنائي» أدخلا لبنان في المنعطف الأخير قبل الحسم، إذ بدأت عملية رصد المواقف خصوصا المعارضة منها أي الرافضة لخيار حزب الله والتي أكدت مراراً أنها لن تؤمن نصاب جلسة انتخاب رئيس ممانع أو خاضع لهذا المحور.
المواقف الصباحية ما زالت خجولة، إذ أعرب عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية عن تفاؤله بأن «المعركة الرئاسية بدأت بشكل جدي»، لافتاً إلى أن «هناك تقدماً بخطوة الرئاسة بعدما تم اقتراح اسم بدلاً من الورقة البيضاء، وكلّما اقتُرحت أسماء تتّضح الصورة. ولفت إلى أن المنافسة أصبحت وفق من يحظى بأصوات أكثر والمطلوب من النواب النزول إلى المجلس».
وغرد النائب التغييري وضاح صادق على «تويتر» بقوله: «صرحت مرارا أن ترشيح الثنائي الرسمي سليمان فرنجية هو بداية العمل الجاد لانتخاب رئيس. أصبح هناك توازن سياسي وتوازن تشريعي، واليوم توازن ترشيحي وقد يكون الحل أقرب مما نتصور».
أما النائب القواتي السابق انطوان زهرا، فأكد أن كلام نصرالله يؤكد بأنه ليس بأفضل حال، وخصوصاً بعد تحميله مسؤولية التردي الاقتصادي وإقامة شبه تطبيع أمني بعد ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مقدماً بذلك انطباعا إيجابياً للأمريكيين أن بإمكانه المجيء برئيس تسوية يزيح عنه مسؤولية الانهيار الاقتصادي.
من جهته، قال نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ: «دعم فرنجية هو لرفع السقف في ظل اشتباك كبير يترجم بالاصطفاف الدولي العمودي بين محورين. في حين يقال إن المعارضة لا يمكنها الاتيان برئيس.. أنا أيضا أشك في أن يصل مرشّح الثنائي الشيعي إلى سدة الرئاسة. وسنقوم بكل ما بوسعنا لكي لا يصل مرشّح حزب الله إلى سدّة الرئاسة».
وبانتظار أن يعلن فرنجية ترشيحه رسميا ويعيد إطلاق مواقفه من الملفات الشائكة، داخلياً وعربياً وإقليمياً، هذا تذكير سريع لأبرز ما خطه فرنجية بيده خصوصا عن علاقته مع حزب الله: العلاقة مع نصرالله علاقة ود، محبة، وضوح، صدق وصداقة تتخطى كل الملفات الرئاسية وغيرها.. ونحن معه في المستقبل مهما حدث.. والعلاقة معه بالنسبة لي أهم من كل المناصب (أبريل 2019). نصرالله هو دائماً أخ وصديق وأب والعلاقة معه لا يمكن أن يمسّها شيء (مايو 2017). نحن مع المقاومة من دون شروط وأينما تكون.. فنحن نثق بحكمة نصرالله (يوليو 2017).