كعادته في المكر والخديعة والهروب إلى الأمام، قدم الإرهابي حسن نصرالله، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشحاً مدعوماً منه لرئاسة لبنان، لكنه تهرب مستخدماً لغة المكر السياسية وزعم أنه ليس مرشح الحزب.
وقوبل التلاعب اللفظي من نصرالله بتأمين مساحة آمنة تتيح تسويق فرنجية على الساحتين الداخلية والإقليمية، بسخرية واسعة من قبل الناشطين والسياسين اللبنانيين الذين وصفوها بمحاولات يائسة لتنفيذ تكتيك الحزب المعهود في الهروب إلى الأمام، وإلقاء تهمة التعطيل على عاتق خصومه.
لقد حاول نصرالله معالجة التصويت بـ«الورقة البيضاء» طوال 11 جلسة للبرلمان، فأعمى بصيرة العملية السياسية برمتها وأدخل أزمة الشغور الرئاسي اللبناني في منعطف جديد وخطير، محاولاً السير على نهج حركة أمل نفسه التي أعلنت تأييد فرنجية، السبت، معتقدين أن بإمكانهما وضع بقية الأحزاب والغرف المغلقة أمام أمر واقع لا مفر منه، إلا أن ذلك يبدو أنه أدخل لبنان في أزمات جديدة، وبات مؤشراً إلى أن الانسداد السياسي قادم ولا مفر منه.
من جهته، اعتبر حزب القوات اللبنانية (الكتلة النيابية الأكبر في مجلس النواب) إعلانَي حزب الله وحركة أمل بداية جديدة لمرحلة من الانسداد السياسي، في ظل انعدام فرص وصول فرنجية إلى المنصب الرفيع، وليس هذا موقف حزب القوات اللبنانية وحده، بل إن حليف نصرالله؛ التيار الوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل هو الآخر أعلن تمرده على حليفه، وقرر الانتقال إلى ساحة المواجهة مباشرة.
واعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غيث يزبك، أن تمرير نصرالله فرنجية يأتي ضمن معادلة السجال السياسي القائم، واصفاً تلك المحاولة بـ«اليائسة».
وقال: حزب الله بعد هذا الترشيح انتقل إلى مرحلة الانسداد السياسي، خصوصاً مع انعدام فرص وصول فرنجية، إذ إن نصر الله قد أبلغ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بأنه لا قدرة على فرضه على الآخرين، وأنه ليس سيد المرحلة الحالية.
ويرى مراقبون أن ترشيح محور إيران رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يعني استمرار الدوران في الحلقة المفرغة، مؤكدين أن «الثنائي الشيعي» لم يؤمّن حتى الساعة الـ65 صوتاً المطلوبة في مجلس النواب لتمرير مرشحهما.