عاد السجال إلى التصاعد مجدداً بين القاهرة وأديس أبابا بشأن سد النهضة الإثيوبي، تزامناً مع كشف صور أقمار صناعية عن تجهيزات لتعبئة جديدة لهذا السد. وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري (الخميس) أن مفاوضات سد النهضة، التي انخرطت فيها مصر برعاية أفريقية، لم تؤت ثمارها، متوعداً بالدفاع عن مصالح الشعب في بلاده.
وقال شكري خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الكيني اليوم (الخميس): «مصر دائما تسعى لاتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة؛ بما يضمن التنمية لإثيوبيا، وعدم وقوع ضرر جسيم على دولتي المصب»، مضيفاً: «الدول الثلاث خاضت مفاوضات طويلة، وقدمت مصر رؤى حول كيفية إدارة الملف بصورة متسقة مع قواعد القانون الدولي وتجارب الدول الأخرى».
وأشار إلى أنه جرى الاعتماد على مساعدة أطراف عدة كالولايات المتحدة والإطار الأفريقي وقمم ورؤساء الاتحاد الأفريقي، قائلاً: «المفاوضات التي انخرطت فيها مصر برعاية أفريقية لم تؤت ثمارها»، مؤكداً أهمية اضطلاع إثيوبيا بالمسؤولية، خلال تلك المرحلة، مع استمرار بناء السد والإقدام على الملء الأحادي الرابع. ولفت إلى أن مصر مستمرة في السعي للتوصل إلى اتفاق، لو كانت هناك إرادة سياسية حقيقية، لافتاً إلى أنه على مدى السنوات الماضية لم يتم التوصل لاتفاق، رغم كل الأطروحات الإيجابية والمرونة التي أظهرتها مصر، ولذلك هناك شك في توافر إرادة سياسية.
وحذر شكري من خطورة اتخاذ إثيوبيا إجراءات أحادية بملف سد النهضة، مشدداً على ضرورة مراعاة مصالح دولتي المصب وعدم وجود ضرر بالغ وجسيم عليها، من خلال الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم.
وقال وزير الخارجية المصري: «بدون شك لو لم يتم ذلك، ستدافع الدولة المصرية عن مصالح شعبها وتتخذ من الإجراءات ما يقود لذلك، لكننا دائما نسعى للتوافق والتفاهم والعمل، والعمل تم إنجازه على المستوى الأفريقي بدليل إدارة نهر السنغال بالتوافق بين الدول المحيطة، وفقًا للقواعد المنظمة المتعارف عليها».
وأظهرت صور أقمار صناعية، من شركة «ماكسار» الأمريكية، عملية الإنشاءات الجارية، والتعلية في سد النهضة لتجهيزه للتعبئة الرابعة، وهو ما أكدته أديس أبابا في مضيها باستكمال بناء السد، داعية لحل الخلاف داخل البيت الأفريقي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ميليس إلم: «إنّ نهر النيل أفريقي، ويجب حلّ الخلافات بشأنه في البيت الأفريقي»، مطالباً بوقف إحالة ملف سدّ النهضة إلى مجلس الأمن الدولي أو جامعة الدول العربية.
وأشار ميليس إلى أن بلاده مستمرة في استكمال بناء السد، وأن الهدف من ذلك تحقيق مشاريعها التنموية وتوفير الكهرباء لـ65 مليون إثيوبي يعيشون في الظلام.