أثار استخدام روسيا صواريخ فرط صوتية في هجماتها في أوكرانيا حالة من الفزع في أوساط الدول الغربية. ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فإن الهجوم بتلك الصواريخ يسلط الضوء على ضعف الغرب.
وذكرت الصحيفة أن استخدام روسيا صواريخ كينجال (التي تعني الخنجر) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأكثر من 9 أضعاف، يجدد المخاوف بشأن ترسانة الكرملين المتطورة، ويسلط الضوء على امتلاك بوتين أسلحة يصعب اعتراضها، وقادرة على حمل أسلحة نووية لا تمتلكها الولايات المتحدة وحلفاؤها بعد.
وأفادت أن الصواريخ فرط صوتية هي أسلحة ذات قدرة عالية على المناورة، وتنتقل بسرعات تفوق 5 ماخ، أو أكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت، ما يجعل اعتراضها صعباً للغاية. وتسعى الولايات المتحدة والصين لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكنها أكدت أن التفوق يبقى للروس في هذا الشأن.
وكان بايدن قد وصف الصواريخ الروسية الفرط صوتية بأنه لا يمكن إيقافها تقريباً، بعد أن استخدمتها موسكو في أوكرانيا لأول مرة في مارس العام الماضي.
وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن دفاعاتهم الجوية، بما في ذلك الأنظمة التي قدمها لهم الغرب، تمكنت من إسقاط 34 صاروخ كروز الخميس، لكنهم اعترفوا بعدم امتلاكهم القدرة على اعتراض صواريخ كينجال.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن روسيا تمتلك أسلحة أخرى تفوق سرعتها سرعة الصوت، قادرة على حمل رؤوس نووية، لكن تفاخرها بصواريخ كينجال يزيد من الضغط على واشنطن للحاق بروسيا والصين في سباق الصواريخ الفرط صوتية.
ويعتبر كينجال صاروخاً يطلق من الجو، يعتمد في تصميمه على تصميم صواريخ إسكندر الروسية، لكن موسكو تختبر سلاحين آخرين تفوق سرعتهما سرعة الصوت هما أفنغارد، وهي مركبة انزلاقية فرط صوتية تُطلق من صاروخ باليستي عابر للقارات تم نشره عام 2019، وكذلك صاروخ تسيركون الذي يجري إطلاقه من البر أو السفن الحربية والغواصات، وبدأ إنتاجه عام 2021، وفقا لوكالة أنباء تاس.
وفي عام 2018، تباهى بوتين بمدى كينجال الذي يبلغ 1250 ميلاً، وقدرته على التحليق بسرعة 10 أضعاف سرعة الصوت، مؤكداً ألا أحد يمتلكها بعد، مبيناً أن أسلحة كينجال وغيرها من الأسلحة لا مثيل لها من حيث المواصفات التكتيكية والفنية، ويمكننا أن نقول بأمان إن بعض الأسلحة ستظل في المقدمة لفترة طويلة في المستقبل.
وأكد الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن سيدهارث كوشال أن الصواريخ الفرط صوتية فئة أسلحة ذات أولوية من قبل معظم الدول الكبرى، مبيناً أنه من الصعب اعتراض أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، بسبب سرعتها وارتفاعها وقدرتها على المناورة.