رغم التفاؤل والأمل الذي يعيشه اليمنيون بعد اتفاق تبادل المتحجزين، لكن التحديات لا تزال كبيرة خصوصاً مع دخول شهر رمضان المبارك وعدم نجاح الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في فتح الطرق وإنهاء الحواجز ومعاناة السفر الطويلة بين المدن والمحافظات القريبة لا تزال غالبيتها مناطق تماس وملغمة بالكامل، فضلاً عن الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وعدم صرف مرتبات الموظفين.
وتسببت الحواجز الأمنية في وفاة عشرات المرضى نظراً لصعوبة الوصول إلى المستشفيات وإجبار الأطراف المتحاربة والألغام المدنيين على السير في طرق وعرة ولساعات طويلة للوصول إلى المدينة المجاورة مع أن الطريق المعبدة والرئيسية تحتاج فيها للعبور دقائق معدودات للوصول إلى المستشفى.
وقال مسؤولون محليون في تعز لـ«عكاظ»: «يتوفى يومياً ما بين 10 إلى 20 شخصاً من القرى والمديريات المجاورة ولم يستطيعوا الوصول إلى المستشفيات داخل المدينة، لكن متوقع ارتفاع العدد خصوصاً مع شهر رمضان الذي غالباً ما يحتاج فيه أصحاب الأمراض المزمنة إلى متابعة متواصلة، مبينة أن الحواجز وقطع الطرق لا تشكل تهديدا للمرضى بل أيضاً للأحياء الذين يحتاجون إلى الغذاء وهو ما انعكس على أسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل جنوني جداً».
وأشار المسؤولون إلى أن السلطات تعمل جاهدة على الضغط على التجار لمراعاة المدنيين في الشهر الفضيل، لكن التجار يتحججون بإشكالية ارتفاع تكلفة النقل عبر الطرق البعيدة وغير الممهدة التي غالباً ما تتعرض فيها الناقلات للمخاطر والحوادث، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك لإنهاء معاناة مدينة تعز المحاصرة الذي يواجه فيها المدنيون الموت جوعاً.
صنعاء هي الأخرى تشهد ارتفاعا جنونيا للأسعار، بحسب عدد من التجار فإن الإشكالية تعود إلى عدد من العوامل أبرزها الابتزازات المتواصلة والمتمثلة بفرض مبالغ مالية باهظة من قبل الحوثي ومليشياته والجمارك الذي يفرض عليهم مرتين سواء الرسمي الذي يدفع في الموانئ والمنافذ أو تلك التي تدفعها على مداخل المدن للمليشيا، فضلاً عن الأجور التي تفرضها عناصر مسلحة تقيم حواجز على طول الطرق أمام الناقلات.