رغم الدعم الذي وفرته له أطراف يمنية ودولية، نجح تحالف دعم الشرعية في اليمن في تطهير الأراضي اليمنية المحررة من عناصر تنظيم «القاعدة»، وتأمين السواحل الكبيرة، خصوصاً بعد العملية العسكرية التي أطلقت في عام 2016 ونجحت في تطبيع الحياة في حضرموت، إضافة إلى عملية «الفيصل» التي أطلقت في عام 2018 لملاحقة فلول التنظيم الإرهابي في وادي حضرموت.
وشكلت العمليات العسكرية التي أطلقها التحالف العربي ضربة قاصمة لفلول الجماعة الإرهابية التي لجأت للفرار إلى جبال محافظتي أبين والبيضاء، واستغلت وجود التنظيمات الأخرى المتحالفة معها؛ لتأمين تحركاتها وتوفير الإمدادات والأموال والخبرات في صناعة الألغام والسيارات المفخخة والتسلل إلى المناطق المحررة؛ لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية والاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية، غير أن تتبع أجهزة الاستخبارات اليمنية وبدعم من «التحالف العربي» لتحركات التنظيم تمكنت من تحديد مواقع تحركاته وشنِّ حملة واسعة على محافظتي حضرموت وأبين واستعادتهما لتفر العناصر الإرهابية إلى منطقة يكلا بمحافظة البيضاء؛ التي تتخذ منها ملاذاً لها.
عمليات
عسكرية
وقال المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت النقيب هشام الجابري لـ«عكاظ»: إن احتلال المكلا وساحل حضرموت من قبل عناصر الإرهاب شكل تحديّاً كبيراً في ظل حرب العصابات الإرهابية الأخرى التي سهلت انتشار الإرهاب ودعمته، مضيفاً «أنه في 24 أبريل من 2016م، وبدعم التحالف العربي، تمكنت قوات النخبة الحضرمية من تطهير ساحل حضرموت من الإرهاب، وحررت كل المدن، وقتل خلال العملية المئات من عناصر الإرهاب وفر آخرون».
وأكد الجابري أن العملية لم تنتهِ، بل استمرت عملية التعقب لخلايا التنَظيم، وخلال أشهر تمكنت القوات من القبض على عشرات الخلايا الإرهابية في ساحل حضرموت، لافتاً إلى أن تلك النجاحات تعود إلى العمل الأمني الدقيق والاستخبارات الناجحة، وهو ما ساهم في ترسيخ الاستقرار والأمن في الساحل.
ولفت المتحدث العسكري إلى أن عمليات مكافحة الإرهاب لم تتوقف، بل إن المعطيات الأمنية حددت مخابئ التنظيم في وادي المسيني، وهو ما جعل تحالف دعم الشرعية يتخذ قراراً جديداً بدعم الجيش اليمني وقوات النخبة الحضرمية لتنفيذ عملية «الفيصل»، وتم اقتحام أوكار القاعدة الرئيسية في وادي المسيني بمديرية وادي حضرموت وتطهيرها بالكامل.
وأضاف «أنه جرى شن عملية أخرى لتأمين ساحل حضرموت عبر عملية الجبال السود، وتبعتها عملية القبضة الحديدية لتأمين كل حدود مديريات ساحل حضرموت من تسلل وتنقل عناصر التنظيم الإرهابي»، مؤكداً أن تلك العمليات ساهمت في تطبيع الوضع في حضرموت، ومكَّنت السلطات من تطبيع الحياة العامة وتأمين المؤسسات وعودتها للعمل بشكل طبيعي قبل اقتحام التنظيم للمحافظة.
ونوّه الجابري بالدعم الكبير الذي قدمه تحالف دعم الشرعية للجيش اليمني، والذي أسهم في استعادة حضرموت، مثمناً ما يقدمه البرنامج السعودي لإعمار اليمن أو مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية من جهود جبارة لدعم المؤسسات الخدمية والحكومية في المحافظة، ونتج عنها تشغيل مطار الريان وعدد من المنشآت الإيرادية التي تلعب دوراً في دعم البنية التحتية في المحافظة، فضلاً عن الدعم الإنساني المتمثل في دعم الصحة والإغاثة وغيرهما من الجهود الأخرى.
1300 قتيل وأسير
وأكدت مصادر أمنية وعسكرية يمنية لـ«عكاظ»، أن القوات الحكومية اليمنية، وبدعم من تحالف دعم الشرعية، تمكنت من قتل أكثر من 700 إرهابي، وقبضت على أكثر من 600 آخرين في أول عملية لتطهير محافظة حضرموت من العناصر الإرهابية. وأفادت المصادر بأن القوات البرية نجحت في حسم المعركة دون الحاجة لتدخل القوات البحرية وبشكل تكتيكي أسهم في الحفاظ على المدنيين. وبحسب المصادر، فإن تنظيم القاعدة تسبب في خسائر كبيرة جراء تفجيره عدداً من المؤسسات الخدمية ومراكز الشرطة والمحاكم وتفخيخ السجون، إضافة إلى إلحاق أضرار بالميناء وإحراق إذاعة المكل. وقدرت الخسائر التي تسبب فيها التنظيم الإرهابي في حضرموت بـ«المليارات»، إلا أن حضرموت استعادت عافيتها عقب تطهيرها، خصوصاً بعد عملية «الفيصل»؛ التي قضت على فلول التنظيم وأسهمت في تطهير وادي حضرموت (إحدى مديريات المحافظة). ولفتت المصادر إلى أن حضرموت اليوم تعيش حالة من الاستقرار والتنمية والبناء في ظل الدعم السخي عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إضافة إلى الدعم المحلي.
«سهام الشرق»
وأطلق الجيش اليمني عملية «سهام الشرق» في أبين، العام الماضي، لملاحقة تنظيم القاعدة، وتمكن من تحرير جبال مديرية مودية وتدمير معسكر للتنظيم كان يتخذه منطلقاً للعمليات الإرهابية، ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن الجيش قتل أكثر من 100 عنصر إرهابي، وقبض على أكثر من 10 خلايا بعضها متخصصة في زراعة الألغام والعبوات الناسفة.
ووفقاً لمصادر «عكاظ»، فإن الجيش اليمني، وبدعم من التحالف العربي، تمكن من السيطرة على أكبر معسكر لتنظيم القاعدة في أبين يطلق عليه معسكر «عومران» الاستراتيجي، ويقع شرقي مديرية «مودية»، مؤكدة أن عناصره التي تمكنت من الفرار لجأت إلى مركزها الرئيسي في محافظة البيضاء؛ التي تقع خارج مناطق الشرعية.
وجاءت العملية التي أطلقت في أغسطس عام 2022 بعد أن نفذ التنظيم خلال العام نفسه نحو 8 هجمات إرهابية بالعبوات الناسفة وقع مجملها في بلدات وادي عومران، والمحفد، ومودية -شرقي أبين- وخلّفت 31 قتيلاً وجريحاً.