رغم تحذيرات الجيش السوداني من خطورة الوضع الأمني الراهن بعد التوترات التي تفجرت في منطقة مروي بالولاية الشمالية للبلاد، كشفت قوات الدعم السريع اليوم (الخميس) طبيعة التحركات التي حدثت خلال الساعات الماضية في أرجاء البلاد، نافيا القيام بعمليات عسكرية في مروي.
وقالت في بيان: «إنها قوات قومية تضطلع بعدد من المهمات والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها»، مضيفة: «تؤكد قوات الدعم السريع، بأنها تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب والمخدرات والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت».
وأشارت إلى أن وجود قوات الدعم السريع، بالولاية الشمالية، وفي مدينة مروي على وجهة التحديد، يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهماتها وواجباتها، التي تمتد حتى الصحراء، وفي سبيل ذلك قدمت قوات الدعم السريع، عدداً من القتلى والجرحى، لأجل تحقيق الأمن والطمأنينة للمواطنين.
وأفادت مصادر سودانية بأن قوات الدعم السريع لم تنسحب حتى اللحظة من قاعدة مروي، متوقعة أن يعقد مجلس الأمن والدفاع السوداني بحضور قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو اجتماعاً خلال الساعات القادمة.
وأشارت المصادر إلى أن العديد من الأحزاب المدنية والسفارات الأجنبية تدخلت للتهدئة بين الجانبين، مبينة أن اجتماع القوى المدنية الذي عقد في وقت سابق اليوم خلص إلى تشكيل لجنة للتواصل مع قيادات الجيش.
بالمقابل، حذر الجيش السوداني اليوم مما وصفه بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن من جانب قيادة قوات الدعم السريع. وقال الجيش في بيان إن تحركات قوات الدعم السريع تشكل تجاوزا واضحا للقانون.
وكان البرهان أكد تمسكه بمسألة وجوب دمج قوات الدعم السريع ضمن صفوف القوات المسلحة، وضرورة عدم تحركها دون تنسيق.
وكان مروري شهدت توتراًَ عقب دفع قوات الدعم السريع بـ 100 مركبة نحو مطار مروي الذي يعتبر مطاراً إستراتيجياً مسانداً لمطار الخرطوم المدني في حالات الطوارئ، ويضم قاعدة جوية عسكرية مساندة للمطار العسكري الأول الموجود بالخرطوم، تشمل دفاعات جوية عن شمال ووسط وغرب وشرق السودان.