رفضت وزارة الخارجية السودانية بشكل غير مباشر الوساطات المعلنة لحل الأزمة ووقف القتال، معللة بأن الوضع الراهن «شأن داخلي»، وأن السودانيين سيتوصلون إلى التسوية بأنفسهم.
وأعربت عن تقديرها لجهود الدول العربية والأفريقية والمجتمع الدولي الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد، لكنها شددت على أن هذا الأمر شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة في ما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية.
وأوضحت في بيان لها، اليوم (الاثنين)، أن الأحداث نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة في عدد من المواقع بالعاصمة وبعض المدن الأخرى إثر الهجوم الذي بدأته على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في بيت الضيافة المجاور للقيادة العامة للقوات المسلحة.
وقالت إن هذا الهجوم وقع «في اليوم المقرر للاجتماع بين رئيس مجلس السيادة القائد العام وقائد قوات الدعم السريع. الأمر الذي يدل على سوء النية من طرف الدعم السريع».
وأضافت أنه «بناءً عليه، تصدت القوات المسلحة انطلاقاً من واجبها ومسؤوليتها الوطنية في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد لدحر الهجوم وطرد قوات الدعم السريع من محيط القيادة العامة وكذلك المقار الأخرى التي حاولت تلك القوات المتمردة الاستيلاء عليها كالقصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون».
وأفادت بأن القوات المسلحة تمكنت من إلحاق الهزيمة بالمتمردين وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، الأمر الذي اضطر أعداداً كبيرة منهم للاستسلام أو الهروب من ساحة المعركة إلى الولايات المجاورة لولاية الخرطوم. واعتبرت وزارة الخارجية أنه نتيجةً لتمرد قيادة الدعم السريع أصدر القائد العام للقوات المسلحة قراراً بحل الدعم السريع وإعلانها قوة متمردة على الدولة، وسيتم التعامل معها على هذا الأساس. وكشفت أن الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة فشلت لتعنت قادتها في قبول هذا الأمر.