نازحون من الخرطوم بحثاً عن مناطق أقل توتراً.
نازحون من الخرطوم بحثاً عن مناطق أقل توتراً.
-A +A
«عكاظ» (الخرطوم) okaz_online@
ألقت حرب السودان بين قوات الجيش والدعم السريع بظلالها على القطاع المالي والمصرفي، وتفاقمت الأزمة الإنسانية مع إغلاق المصارف وتعطل ماكينات الصرف الآلي في العاصمة وعدد من الولايات، وبات السودانيون يواجهون فضلاً عن نقص الغذاء والدواء، وشح الماء، أزمة كبيرة في السيولة النقدية، وسط توقعات بتفاقم الأزمة في حال تواصلت عمليات القتال، وطال أمد الحرب.

وقال سودانيون لـ «عكاظ»: إن الأزمة باتت طاحنة، ولا قبل لنا بها، ويوماً بعد يوم تزداد المعاناة وتتفاقم الصعوبات. مضيفين: «لم يكن أحد يتوقع حدوث ذلك». وحذر هؤلاء من احتمالات اشتداد الأزمة خلال المرحلة القادمة.


ورغم أن المصارف أغلقت منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل، فقد شهدت أسعار السلع خصوصاً الأساسية منها ارتفاعاً قياسياً في الأسعار، في وقت يعاني السودانيون من نقص حاد في السيولة، لكن اللافت - في رأي عديد السودانيين - هو الارتفاع الجنوني في تعرفة حافلات النقل التي زادت بأكثر من 500%.

هذا الوضع المأساوي، دفع السودانيون إلى التكافل عبر اللجوء إلى التطبيقات الإلكترونية لتداول أموالهم بدلاً من التعامل نقداً، إلا أن انقطاع الإنترنت المستمر جعلهم يواجهون مشكلات فنية.

وإذا كان لكل أزمة مستفيدون منها، فإن الظروف الراهنة دفعت العديد من التجار إلى الاستفادة منها من خلال بيع العملة المحلية مقابل الدولار بأسعار مرتفعة. وتحدث أحد السودانيين بقوله: إن الخروج من العاصمة أو أيٍّ من المناطق السودانية الأخرى يحتاج الكثير من الأموال، وهو ما لا يتوفر للغالبية العظمى من سكان يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر.

واندلعت المواجهات في العاصمة ومدن سودانية عديدة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل نحو 574 شخصاً على الأقل وجرح الآلاف، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة السودانية ونقابة الأطباء، لكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المتواصل رغم الهدنة الخامسة خلال نحو أسبوعين.