ترفع جماعة الإخوان الإرهابية دائما شعار إثارة البلبلة والفتنة مع كل أزمة تمر بها دول المنطقة في مساعٍ لزعزعة استقرار الأوطان والنيل من أمنها.
وبدأت الجماعة مخططاتها الإرهابية من مصر ثم تونس وليبيا والسودان وغيرها من دول المنطقة وجميعها تهدف للوصول إلى السلطة، ولكن جميع محاولاتها سرعان ما يكون مصيرها الفشل الذريع، كونها تسير على خطى سيد قطب بأنه يجوز لهم الكذب وقول الشائعات.
وتعكف الجماعة في فرع السودان على العودة إلى المشهد السياسي من جديد، مستغلة حالة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حاليا بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بتأييد من التنظيم الدولي للجماعة وقيادات الإخوان المصرية الهاربة التي ترفع شعارات مضللة اعتادت عليها مع كل أزمة.
وتعد السودان محطة مهمة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان كونها يجري على أرضها تدريب العناصر الإرهابية على الأعمال العسكرية وتقديم الدعم المالي واللوجستي من الخارج.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور صبره القاسمي لـ«عكاظ»: جماعة الإخوان السودانية تحاول لعب أدوار جديدة في ضوء الصراع الراهن، وتسعى أن يكون لها دور في عملية حسم هذا الصراع وفرض نفسها على المشهد السياسي في البلاد، وتوظيف الأزمة الراهنة لصالحها بحجز مكان مسبق لها في الخارطة السياسية السودانية، فيما التنظيم الدولي للإخوان وجماعة الإخوان المصرية يقفان بكل قوة لمساندة إخوان السودان، بهدف العودة للسلطة مرة أخرى، والأخيرة تستغل علاقتها بالنظام السابق «نظام عمر البشير» وتواصلها مع عدد من المؤسسات الأمنية والتنفيذية داخل البلاد، لتحقيق مكاسب لها على الأرض.
وأضاف القاسمي: التنظيمان المصري والسوداني بينهما قواسم مشتركة على ضرورة معاقبة الشعبين بثورتيهما ضد حكم الإخوان، كما أن بينهما أهداف داخلية وخارجية، فالداخلية هي العودة كلياً إلى سدة الحكم في السودان أو جزئياً إذا لم تنجح في الأولى عبر مشاركة فاعلة وقوية، إضافة إلى إضعاف الجيش، كما أنه ليس لديها مانع في تقسيم السودان، أما الأهداف الخارجية لعناصر تنظيم الإخوان فعلى رأسها معاقبة الدولة المصرية لعدم مؤازرتها لنظام البشير حينما ثار عليه الشعب السوداني، والعودة لحكم مصر مرة أخرى، أو وضعها في حالة عدم استقرار أمني وسياسي واقتصادي، حتى تهتم بشؤونها فقط، وفي حالة فشل كل ذلك تتم إثارة الاضطرابات عبر عمليات نوعية مسلحة تقوم بها خلايا الإخوان النائمة، ذات الطابع الجهادي، أو بالتعاون مع خلايا داعشية.
واختتم الباحث قائلاً: «إن جماعة الإخوان سبب بلاء المنطقة وكوارثها، ولولاها لكانت المنطقة تنعم بالأمن والأمان والاستقرار»، مشدداً على أهمية الحفاظ على السودان ومنع قيادات وشباب التنظيمات الإرهابية الهاربة من العودة إلى أرضه من جديد.