دخلت سادس هدنة في السودان اليوم حيز التنفيذ، بعد تسجيل اشتباكات بين طرفي الصراع، منذ بداية الأزمة في 15 أبريل الماضي وسط حالة من الترقب في الداخل والخارج.
وكان الجيش السوداني أعلن موافقته على تمديد وقف إطلاق النار في البلاد لمدة أسبوع تبدأ من اليوم (الخميس) والمشاركة في مفاوضات تحت رعاية الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا المعروفة باسم «الإيقاد» واستجابة لجهود السعودية وأمريكا، للمساهمة في تهدئة الأوضاع بالسودان، وفقا لبيان نشرته القوات المسلحة السودانية.
وقال مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية بالقاهرة اللواء دكتور نصر سالم لـ«عكاظ» إن تمديد التهدئة في السودان هو شيء جيد، ويشير إلى رغبة الطرفين المتصارعين في السودان على التفاوض، كما أنه يعطي دولا عربية وأفريقية وبمشاركة دولية على التدخل، من أجل الوصول لإيجاد حلول جادة لإنهاء الأزمة السودانية المشتعلة التي دخلت أسبوعها الثالث، وإن كان من الصعب التنبؤ بالمشهد السياسي العام في السودان الآن، كونه غير واضح المعالم، محذرا من تأخر الوقت واستمرار الحرب السودانية الذي يعطي لأطراف لها مصالح بالسعي لتقسيم البلاد إلى دويلات.
وحذر سالم من خطورة وجود جيشين في السودان، كون ذلك يهيئ لتقسيم السودان، خصوصا أن تقسيم الجيش عانت منه من قبل سورية وتعاني منه حاليا ليبيا ومن قبل العراق، فسيادة أي دولة هو جيش واحد مهما كان قائده.
وذكر المستشار بأكاديمية ناصر، على أهمية دور المملكة في حلحلة الأزمة السودانية، خصوصا أنها إحدى دول الآلية الرباعية التي تضم أيضا الإمارات وأمريكا وإنجلترا، ولها دور استثنائي من قبل في إجلاء رعايا عددٍ من الدول الإسلامية والصديقة، مطالباً بسرعة حسم المعركة السودانية قبل أن تتحول البلاد إلى حرب أهلية تشتد في مناطق مهمة أبرزها دارفور وبعض الولايات الجنوبية التي تعد معقلًا لقوات الدعم السريع، وهو سيناريو سيكون له انعكاساته الإقليمية والسياسية والإنسانية والأمنية على المنطقة.