-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@

حذرت وكالة بلومبيرغ للأنباء من أن محاولة أوكرانيا نقل الحرب إلى داخل روسيا ستكون بمثابة خطأ إستراتيجي سيدفع العالم ثمنه. واعتبر الكاتب والمحلل الألماني أندرياس كلوث أن الحرب شهدت خلال الأيام الماضية تطورا لافتا عندما كشفت موسكو عن دخول عناصر مسلحة أراضيها عبر الحدود الأوكرانية، وهو ما يعني أن كييف ربما تكون بدأت نقل الحرب إلى داخل روسيا، متسائلا: هل سيكون هذا التطور أمرا جيدا؟ ولفت إلى أن المجموعات التي دخلت روسيا تبدو على الأقل مرتبطة بشكل ضعيف بـ«الفيلق الدولي» الموالي لأوكرانيا، وهو عبارة عن قوة من المقاتلين الأجانب الذين يشبهون «الكتائب الدولية» التي شاركت في الحرب الأهلية الإسبانية ضد قوات القوميين المتطرفين بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو.

وسارعت أوكرانيا إلى نفي أي تورط في الهجمات العسكرية العابرة للحدود في روسيا، لكن يظل الأهم هو السؤال الكبير: هل شن هجمات كبيرة على أراضي روسيا له مردود إستراتيجي؟ يرى بعض الخبراء أن أوكرانيا يمكن أن تفتح جبهات جديدة داخل روسيا. وفي هذه الحالة سيضطر الرئيس فلاديمير بوتين لسحب أجزاء من قواته في أوكرانيا وإعادتها إلى روسيا. ما سيضعف قواته الروسية في أوكرانيا ويساعد الأوكرانيين على استعادة أراضيهم.

وأفاد بأن بوتين يمتلك ترسانة نووية وهدد أكثر من مرة باستخدامها إذا وجد نفسه محاصرا. وإذا كان العالم -بما في ذلك الصين أقرب حلفاء روسيا- أقنعوا بوتين حتى الآن بأن أي تصعيد نووي لن يكون مقبولا، فإن العقيدة الروسية تسمح باستخدام الأسلحة النووية إذا كانت الدولة الروسية نفسها في خطر.

الفارق الثاني هو أن أوكرانيا -بحسب المحلل الألماني- تمتلك حاليا الجيش الأفضل عالميا من حيث الاستعداد القتالي، والذي يعتمد على الدعم الغربي المستمر. فهي تدافع عن السماء بصواريخ الدفاع الجوي الأمريكية، وتطلق هجومها المضاد على القوات الروسية باستخدام دبابات القتال الألمانية وقد تسيطر على الجو بمقاتلات «إف-16» الأمريكية.

لكن كل هذا مقبول على أساس أن أوكرانيا تدافع فقط عن أراضيها. وأكبر المخاوف في الغرب هو احتمال تورط حلف الأطلسي في الحرب، والتي يمكن أن تتحول في هذه الحالة إلى حرب عالمية ثالثة. كما أن بعض الدول الغربية قد تُوقف دعم أوكرانيا إذا ما تبنت تكتيكات هجومية.

ويرى كلوث أنه ينبغي لأوكرانيا ألا تهاجم أراضي روسيا، وألا تشجع مسلحين مثل القوات شبه العسكرية الروسية المناهضة لبوتين على القيام بذلك. فالأفضل لأوكرانيا أن تعلن للعالم بوضوح أنها تخوض حربا دفاعية بحتة. ويجب أن تظل إستراتيجية كييف هي استمرار كسب العالم، ثم استعادة أكبر قدر ممكن من أراضيها المحتلة، بحسب المحلل الألماني.