أعلن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان انضمام السعودية لرئاسة مجموعة التركيز المعنية بالشأن الأفريقي لمواجهة مخاطر تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب كل من: الولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب، وإيطاليا، والنيجر.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال ترؤسه اليوم (الخميس)، إلى جانب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي تستضيفه السعودية في العاصمة الرياض.
كما رحب وزير الخارجية السعودي بالتوجه إلى إنشاء مجموعة تركيز معنية بمكافحة تنظيم داعش ولاية خراسان في أفغانستان، حيث ستشكل هذه المجموعة محوراً أساسياً للحد من تواجد وانتشار التنظيم الإرهابي في تلك المناطق، متقدما بالشكر والتقدير إلى مجموعات العمل التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي على جهودهم في مكافحة التنظيم ومنع انتشاره.
وأوضح أن المعركة ضد التطرف والإرهاب تتطلب من الجميع بذل جهود إضافية لكسب العقول والقلوب، ليس فقط عبر الأدوات الإعلامية والثقافية والتربوية مع أهميتها الفائقة، ولكن أيضاً عبر تقديم نموذج عملي حي لوجود مستقبل أفضل قائم على التسامح والانفتاح والتنمية المستدامة والازدهار، وهو ما تجسده «رؤية السعودية 2030» ومثيلاتها، حيث يصبح أبناؤنا وبناتنا الشباب هم من يصنع المستقبل ويحتفي بالحياة، فهم هدف الرؤية، وهم أيضاً عماد تحقيقها.
وأكد على أن السعودية تؤمن دوماً بأن السبيل إلى الأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار، يتطلب استمرار الجهود الجماعية في محاربة الإرهاب وجماعاته المجرمة، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتناقض مع كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية، وشدد على استمرار السعودية في بذل كل جهد ممكن في سبيل دعم جهود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والقضاء على جميع أنشطته وامتداداته الإجرامية أينما كانت، ومواجهة محاولاته الشيطانية لاستغلال وتجنيد الأطفال والشباب، وتجفيف مصادر تمويله ودعمه.
كما أكد حرص السعودية كل الحرص على استقرار الدول التي استغل تنظيم داعش أراضيها من أجل تنفيذ مخططاته التدميرية، ومنها سورية والعراق، مشيداً بما بذله العراق من جهود حاسمة وتنسيق مستمر مع التحالف الدولي للقضاء على التنظيم، وقال: تقديرا لجهود إخوتنا في العراق فقد ساهمت السعودية في تمويل مشاريع إعادة الإعمار في العراق.
وقال وزير الخارجية: «إيماناً من المملكة بمحاربة الفكر بالفكر، واقتلاع آفة الإرهاب من جذوره، ونبذ الكراهية والتطرف، دأبت المملكة على إنشاء عدد من المراكز لمكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة، ومن أهمها، المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي يرمي إلى مكافحة الفكر المتطرف ورسائله، ونشر مبادئ التسامح وتعزيز ثقافة الاعتدال، ومحاربة أنشطته والحد من آثاره، وتقديم حملات إعلامية لتخفيف التأثير الإعلامي لداعش، وذلك بالتعاون مع شركائنا على المستويين الإقليمي والدولي».
ودعا الأمير فيصل بن فرحان إلى العمل على قطع الطريق أمام أي فرصة يمكن لتنظيم داعش استغلالها لاستمالة وتجنيد أتباع جدد، لذلك حري بمجموعة عمل مكافحة دعاية داعش التركيز خلال حملاتها على مكافحة كل ما من شأنه إهانة الرموز الدينية والمقدسات، والأفعال الاستفزازية المتعمدة، وجميع الممارسات التي تزعزع الأمن والاستقرار التي قد يستغلها تنظيم داعش وجماعاته المتطرفة أينما كانت لتغطية دعايتها الإعلامية، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل سويا لنبذ التطرف ونشر قيم الحوار والتسامح.