لليوم الخامس على التوالي، تواصل القاهرة اجتماعاتها عبر لقاءات مكثفة مع وفود حركتي حماس والجهاد، الذين يزورون القاهرة حالياً، بدعوة رسمية من المسؤولين في الحكومة المصرية، وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية ينهى حالة الخلافات الداخلية، ويعيد بناء البيت الفلسطيني من جديد، استعداداً لإقامة انتخابات رئاسية وتشريعية، بالإضافة إلى الوصول إلى اتفاق لـ«هدنة طويلة الأمد» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وكشف مصدر مطلع قريب من الملف الفلسطيني، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والوفد المرافق له، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وعدداً من قيادات «الجهاد» بالداخل والخارج، أجروا عدة مباحثات مع المسؤولين عن الملف الفلسطيني، بجهاز المخابرات المصرية خلال الأيام الماضية، وتضمنت تلك اللقاءات ضرورة التفاهم على وقف الاعتداءات الصهيونية بالقدس والمسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة، والعمل على وقف ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات، إلى جانب العمل على إنجاز ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
وقال المتخصص في الشؤون الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي لـ«عكاظ» إن الاجتماعات الفلسطينية التي عقدت بالقاهرة خلال الساعات الماضية، والتي مازالت مستمرة بين وفدي حركة حماس والجهاد، بحضور مكثف من قبل أجهزة المخابرات المصرية المسؤولة عن الملف، الهدف منها البحث عن سبل تحقيق هدوء طويل الأمد في قطاع غزة، وتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي هناك، مؤكداً أن حركتي حماس والجهاد أبدت انفتاحاً كبيراً على الاقتراحات المقدمة لهم.
وأضاف الدراوي: «نحن في طريقنا إلى هدوء طويل الأمد في قطاع غزة وأيضاً ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، موضحاً أن التوافق بين الفصائل الفلسطينية، سيساعد على تشكيل حكومة توافق فلسطينية تكون قادرة على التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وصولاً لإحياء العملية السلمية وحل الدولتين، على أن تكون تلك الحكومة هي من تشرف خلال عام على إجراء انتخابات النواب ومنصب رئيس السلطة وإنهاء الخلافات بين الضفة وقطاع غزة المستمرة منذ عام 2007، على أن تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية تحت مظلة السلطة الفلسطينية الموحدة.
وأشار إلى أن مجمل الاجتماعات بالقاهرة بين قادة الفصائل والمخابرات المصرية كانت إيجابية ومثمرة، وأبدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي انفتاحاً على الاقتراحات المقدمة لهم، متوقعاً أن يقوم هنية بزيارة غزة بعد غياب عنها لمدة عشر سنوات، وهو ما يشير إلى نية حماس عازمة على إنهاء الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية.