أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن مباحثاته مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في طهران اليوم (السبت)، اتسمت بالإيجابية والوضوح، حيث يأتي هذا اللقاء في إطار استكمال البلدين الجارين والمسلمين في تنفيذ الاتفاق الموقع في بكين في 10 مارس 2023، مضيفاً أن العمل يجري على استئناف عمل البعثات الدبلوماسية والقنصلية في البلدين.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك للأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني، الذي عقد اليوم في العاصمة الإيرانية طهران، عقب المباحثات الثنائية بينهما، موضحا أن لقاءه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يتضمن نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وتطلعهما إلى تلبية الرئيس الإيراني للدعوة الموجه له لزيارة السعودية قريباً.
وقال وزير الخارجية السعودي إن «العمل يتم حاليا على استئناف البعثات الدبلوماسية والقنصلية عملها في البلدين، وقد شهدنا افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض والقنصلية في جدة، وكذلك بعثة منظمة التعاون الإسلامي، وسيتبعها قريبا افتتاح السفارة السعودية في طهران، كما شهدنا افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض، والقنصلية في جدة».
وشدد الأمير فيصل بن فرحان على أن العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران هي الأصل، وهما بلدان مهمان في المنطقة، تجمعهما أواصر الأخوة الإسلامية وحسن الجوار، معرباً عن شكره وتقديره لوزارة الخارجية الإيرانية على ما قدمته من تسهيلات من أجل عودة بعثات السعودية لعملها.
وأكد وزير الخارجية السعودي أن العلاقات بين البلدين تقوم على أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، معرباً عن أمله بأن تنعكس عودة العلاقات مع طهران بشكل إيجابي على البلدين، وتفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة، كما عبر عن أمله بأن تنعكس عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين على المنطقة والعالم الإسلامي والعالم أجمع، من خلال الالتزام المشترك في أمن المنطقة واستقرارها والتعاون في سبيل التنمية الاقتصادية والعلاقات الثقافية البينية وغيرها.
وشدد على أهمية التعاون المشترك بين البلدين في ما يتعلق بالأمن الإقليمي لصالح أمن واستقرار المنطقة، لاسيماً أمن الملاحة البحرية والممرات المائية، وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من جميع أسلحة الدمار الشامل.
وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن زيارته اليوم إلى طهران تأتي مع قرب مناسبة موسم الحج، والسعودية تتشرف باحتضانها للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وبخدمتها لضيوف الرحمن حجاجاً ومعتمرين وزائرين، حيث تجند المملكة جميع طاقاتها ومؤسساتها لهذا الغرض العظيم، «ونرحب بإخواننا الحجاج القادمين من إيران، داعين المولى عز وجل لهم ولجميع الحجاج بحج مبرور وسعي مشكور وعظيم الثواب والأجر والمغفرة من رب العالمين».
وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، قد التقى اليوم، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، وذلك خلال زيارته الرسمية للعاصمة الإيرانية طهران.
وعقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة تعزيز التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.
حضر اللقاء، مدير عام مكتب وزير الخارجية عبدالرحمن الداود.