وزيرا الخارجية الصيني والأمريكي.
وزيرا الخارجية الصيني والأمريكي.
-A +A
«عكاظ» (بكين، واشنطن) okaz_online@
«إما الحوار أو المواجهة»، هذه فحوى رسالة بكين لواشنطن خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين، إذ دعا كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي الوزير الأمريكي إلى ضرورة الاختيار بين «التعاون والخلاف».

وشدد خلال اجتماعهما، اليوم (الإثنين)، على أن بلاده لن تقدم أي تنازلات بشأن تايوان، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية. وأكد ضرورة أن تحترم الولايات مبدأ الصين واحدة واحترام سيادتها وسلامة أراضيها.


والتقى وزير الخارجية الأمريكي، وانغ يي في بداية اليوم الثاني والأخير من زيارة نادرة إلى بكين تهدف إلى الحيلولة دون تحول الخلافات العديدة بين القوتين المتنافستين إلى صراع. واستمرت المحادثات بين الدبلوماسيين الرفيعين نحو ثلاث ساعات.

وتتجه الأنظار حالياً إلى ما إذا كان بلينكن سيجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من اليوم، إذ توقعت مصادر مشاركة مطلعة عقد الاجتماع، علماً أن وزارة الخارجية الأمريكية أو المسؤولين الصينيين لم يؤكدوا ذلك.

ومن المنتظر أن يلتقي بلينكن رجال أعمال أمريكيين في بكين يعملون في مجالات الرعاية الصحية والسيارات والترفيه للتعرف منهم أكثر على مناخ الأعمال في الصين.

وأجرى بلينكن محادثات صريحة وبناءة مع نظيره الصيني تشين قانغ، أمس (الأحد)، تجاوزت سبع ساعات ونصف، لكن يبدو أنهما لم يحرزا تقدماً ملموساً في الخلافات المتعددة بين البلدين، التي تشمل تايوان، والتجارة، وحقوق الإنسان، ووقف تدفق عقار (الفنتانيل) وهو من المواد الأفيونية المُخلقة من الصين، أو حتى فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

ومن المعروف أن بين بكين وواشنطن خلافات في السياسة والاقتصاد، ومنذ سنوات تهدد واشنطن بكين بتجفيف منابع حصولها على الرقائق الإلكترونية التي تهيمن عليها مع حلفائها، والتي تدخل في العديد من القطاعات التكنولوجية والصناعية.

في حين تحاول الصين التمدد نحو العديد من الدول الأفريقية الغنية بالمعادن خصوصاً الكوبالت الذي يوصف بالذهب الأزرق، والذي تدخل مركباته في العديد من الصناعات ومنها بطاريات الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية المحمولة والسيارات، فضلاً عن صناعة المغانط المستعملة في أجهزة الراديو والتلفزيون.

كما تستخدم بعض مركباته في صناعة أدوات القطع والثقب وفي التوربينات الغازية والمحركات النفاثة وغيرها من المعدات التي تتعرض لحرارة عالية.

وهو ما دفع السلطات الصينية إلى مد يد العون إلى الكونغو الديمقراطية التي تملك نحو 70% من احتياطي الكوبالت حول العالم، مستثمرة أكثر من مليار دولار، بحسب وسائل إعلام صينية. وأصبحت الصين في المرتبة الثانية عالمياً في مجال السيارات، بل باتت الدولة الوحيدة حول العالم القادرة على صنع بطارية سيارة كهربائية كاملة متكاملة بكفاءة عالية وبتكلفة أقل، بحسب ما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز».