يشهد السودان للشهر الثالث على التوالي معارك طاحنة بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، ومع استمرار الحرب يزداد الوضع الصحي تدهوراً وسط تحذيرات أطلقتها عدة منظمات دولية أبرزها منظمة أطباء بلا حدود واليونيسف، مؤكدين أن هناك خطرا صحيا يهدد الشعب السوداني وعلى رأس هؤلاء الأطفال خصوصاً أمراض الحصبة والملاريا وفايروس شلل الأطفال في ظل تعطيل برامج التحصين.
بدوره، قال الخبير الإستراتيجي اللواء نصر سالم لـ«عكاظ»: إن «تمدد الحرب في السودان باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، لتشمل كافة الولايات بالبلاد خطير على الأمن القومي للبلاد وسيكون له انعكاسات على حياة المدنيين وأصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة وعدم وجود الدواء، وإهمال الجثث التي تحللت في المشارح وفي شوارع المدن».
وأضاف سالم: «هناك تحذيرات أطلقتها عدد من المنظمات الصحية على مستوى العالم، تؤكد على خطر انتشار الأمراض الخطيرة بين الأطفال البالغ عددهم 13 مليون طفل، خصوصاً مرض الحصبة وشلل الأطفال نتيجة عدم الحصول على اللقاحات وسوء التغذية، مما يزيد من تعرضهم للأمراض التي يمكن الوقاية منها، وهو ما يمثل كارثة إنسانية تهدد الأطفال، مطالباً المجتمع الدولي بسرعة التدخل لإنهاء الحرب في السودان والوصول إلى هدنة إنسانية واسعة المدى وانصياع المتصارعين لصوت العقل، بوقف القتال قبل أن تتحول البلاد لكارثة إنسانية».
وأشار الخبير الإستراتيجي إلى أن استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لها تداعيات سياسية وأمنية وصحية واقتصادية خطيرة على السودان، فلا تزال آلاف الأسر تعاني نقصاً حاداً في الأغذية، فضلاً عن خروج ثلثي مرافق الرعاية الصحية من الخدمة، مبيناَ أن البلاد بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وخدمات منقذة لحياة الأطفال.
وحذر سالم من خطر اقتحام السجون وتهريب السجناء، خصوصاً المسجلين في القوائم كعناصر خطيرة على البلاد كونها ستؤدي إلى تعميق الفوضى في ظل اتهام الداخلية السودانية لقوات الدعم السريع بتهريب السجناء لنشر الفوضى.