لودريان في لبنان.
لودريان في لبنان.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
وصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اليوم (الثلاثاء) إلى لبنان في جولة ثانية على المسؤولين اللبنانيين، استهلها بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري دون الإدلاء بأي تصريح، ثم توجه إلى قصر الصنوبر والتقى النائب تيمور جنبلاط، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، على أن يلتقي غداً (الأربعاء)، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

لودريان الذي لا يحمل أي صيغة أو طرح للأزمة الرئاسية المتفاقمة، سيعمل في الساعات القليلة القادمة على تقريب وجهات النظر بين الفريقين المتناحرين، الفريق الذي يقوده الثنائي الشيعي المتمسك حتى الرمق الأخير بمرشحه سليمان فرنجية، والفريق المعارض للثنائي ومرشحه الذي بات يضم جبران باسيل، على أن تبقى عملية شد الحبال على حالها، إلا إذا تبدل موقف أحد الأطراف. وتشخُص الأنظار إلى التيار العوني بعد تأكيد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» نبيل قاووق أن الحوار بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» جدي وبارقة أمل حقيقية وسط الأزمات والجمود السياسي. كذلك الأمر بالنسبة للحزب الاشتراكي، ففي حال اقتنع أحدهما برؤية الثنائي الشيعي، فإن الموازين قد تنقلب رأساً على عقب.


وبالعودة إلى زيارة لودريان الثانية التي كانت مقررة لعدة أيام بهدف إطلاق عملية الحوار، واختُصرت في يومين، وسيغيب عن جدولها موضوع الحوار المفروض من قبل كل الأحزاب المسيحية، فإن فشل زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي كما هو متوقع لها يعود -وفقاً لمراقبين- إلى عدة أسباب، في مقدمها بيان اجتماع اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان الذي صدر في الدوحة خلال الأيام الماضية، ولم يأتِ على ذكر المبادرة الفرنسية، ما يعني سقوطها عملياً وبالتالي تقييد الدور الفرنسي، إضافة إلى موقف «حزب الله» المفاجئ الذي تحول إلى منتقد للمبادرة أو لهذه الزيارة.

وأكد الحزب في أكثر من مناسبة أن الزيارة لن تحمل جديداً، هذا التحول يعود سببه إلى قناعة لدى الحزب أن الفرنسيين فشلوا في تهيئة أرضية خصبة للحوار بين اللبنانيين، وأن هناك تقييداً كبيراً للدور الفرنسي من قبل دول اللجنة الخماسية.

أما السبب الأبرز الذي يطغى على جولة الزائر الفرنسي، فهو مسألة حاكمية مصرف لبنان التي برزت كأولوية مع اقتراب موعد مغادرة الحاكم رياض سلامة دون وجود خيارات بديلة رغم تحديد جلسة الخميس القادم لتعيين حاكم جديد للمركزي، إلا أن هاجس القلق بدأ يزداد، وقد يبلغ ذروته قبل الخميس على الوضع المالي والاقتصادي والأمن الاجتماعي.