الخبير العسكري محمد الغباشي.
الخبير العسكري محمد الغباشي.
-A +A
محمد حفني (القاهرة) Okaz_online@
شهدت العاصمة الليبية طرابلس تصاعداً في أعمال العنف خلال الساعات الماضية، وحرب شوارع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً، في وقت يتطلع فيه الليبيون إلى الخروج من دوامة العنف والفوضى التي تعيشها البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وأعربت جامعة الدول العربية اليوم (الأربعاء)، عن بالغ قلقها إزاء الاشتباكات المسلحة التي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين الليبيين، مطالبة بالوقف الفوري لأعمال العنف.


ودعا مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية جميع السلطات الليبية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة لاستعادة الأمن في البلاد، مشدداً على أن وقوع هذه الاشتباكات، يؤكد مجدداً أهمية الإسراع بتوحيد مؤسسات الدولة، وإتمام العملية الانتقالية عبر إجراء الانتخابات في أقرب الآجال.

واندلع صراع بين قوات «الردع» و«اللواء 444 قتال» مما تسببت في تعطل حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة نتيجة استخدام الأسلحة الثقيلة.

ويرى الخبير العسكري المصري اللواء محمد الغباشي أن صراع السلطة والنفوذ والثروة في ليبيا وراء تمدد المليشيات في ليبيا، وهو ما ينذر بركود سياسي، مؤكداً أن معضلة التشكيلات المسلحة أسهمت في زيادة الأزمة الليبية منذ بدايتها، وعطلت كل الجهود المحلية والدولية لحلها، خصوصاً مع ارتباط تلك المليشيات مع أطراف الصراع السياسي لاستخدامها في البقاء بالسلطة أو الاستمرار لوقت أطول، وهو ما يحدث في حكومة الدبيبة المقالة والمستمرة في السلطة.

وأشار إلى أن ليبيا بحاجة إلى الوحدة السياسية والمصالحة، من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهو أمر ليس في مصلحة المليشيات وقادتها، وبالتالي لن تكون هناك انتخابات ما دامت تلك المليشيات موجودة.

وقال الغباشي لـ«عكاظ» إن تجدد الاشتباكات في العاصمة طرابلس يبدد المخاوف في عدم الوصول لحل دائم يعيد الاستقرار إلى البلاد، عبر انتخابات ديمقراطية، خصوصاً أن الصراع بين المليشيات أو المجموعات المسلحة تختلف توجهاتها وتتنوع ولاءاتها، وغالباً ما يندلع القتال فيما بينها بسبب الصراع على النفوذ السياسي والهيمنة الاقتصادية، والسيطرة على الأرض، وتسعى كل مجموعة إلى مد سيطرتها إلى أماكن أخرى، وهو أمر حدث من قبل في اشتباكات عديدة.

وشدد الخبير العسكري على ضرورة تنفيذ اتفاق لجنة «5+5» الذي ينص على إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وتفكيك المليشيات وتوحيد المؤسسة العسكرية، كونها أمورا أساسية لا بد منها كي تكون هناك دولة اسمها ليبيا، فالانقسام السياسي داخل البلاد وتقسمها إلى شرق وغرب يعد الأخطر، متهماً المجتمع الدولي بالتخاذل وعدم الرغبة في عودة ليبيا كدولة موحدة.

وحذر الغباشي من خطورة تزايد الأزمة الاقتصادية وتكلفة المعيشة في ليبيا، وكذلك الانقطاع المتزايد للتيار الكهربائي وكلها عوامل ستؤدي إلى اندلاع احتجاجات شعبية خطيرة.