شهدت الأزمة الليبية تطورات جديدة أبرزها اللقاء الثلاثي الذي جمع بين قائد الجيش المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في بنغازي، أمس (السبت)، والذي اتفق خلاله على أن يتولى البرلمان الإجراءات المحالة إليه من لجنة «6+6». ورأت مصادر ليبية أن هذا اللقاء يسحب البساط من تحت أقدام المبعوث الأممي الذي يلعب على تناقضات الأطراف الليبية، وتوجيه اتهامات له بمحاولة استرضاء حكومة الدبيبة منتهية الولاية.
وأكدت الأطراف الثلاثة أهمية الاجتماع لاستكمال المسار السياسي لتحقيق قدر من التوافق بهدف إنجاز القوانين الانتخابية، فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في وقت سابق، من أي إجراءات أحادية الجانب أو أي محاولة لتقويض تطلعات الليبيين إلى إجراء انتخابات وطنية.
من جهتها، رحبت الخارجية المصرية اليوم (الأحد) بالبيان المشترك الصادر في مدينة بنغازي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة باعتماد القوانين الانتخابية المحالة من لجنة 6+6 بعد استكمال أعمالها، بالإضافة إلى دعوة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى عدم اتخاذ أي خطوات منفردة اتصالًا بالمسار السياسي، فضلًا عن أهمية دعوة رئيس المجلس الرئاسي لاجتماع يضم رئاسة مجلسي النواب والدولة للتشاور بهدف استكمال المسار السياسي الوطني، لتحقيق أكبر قدر من التوافقات بغرض إنجاز القوانين الانتخابية.
وجددت مصر دعمها الكامل لمؤسسات الدولة الليبية، لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية،حرصاً على استقرار ليبيا وسيادتها وتحقيقاً لتطلعات شعبها الشقيق.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في الشؤون الليبية عبد الستار حتيته، أن الاجتماع الثلاثي خطوة مهمة في طريق حل الأزمة المستمرة منذ عام 2011، إذا خلصت النوايا بين الأطراف المتصارعة، مؤكداً أن الاجتماع هدفه إعداد خارطة طريق تؤدى فى النهاية إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، مشدداً على أهمية تضافر كل الأطراف المحلية والدولية من أجل المضي قدماً في المزيد من التقارب بين الأطراف الليبية المتناقضة، للوصول إلى اتفاق شامل ينهى حالة الفوضى في البلاد. وطالب الأمم المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة التحرك بجدية نحو إنهاء الأزمة الليبية.
وأضاف حتيته لـ«عكاظ» أن تعثر المسار السياسي يدفع الانتخابات الليبية إلى المجهول، محذراً من خطورة تقاطع المصالح الأجنبية والتدخلات الخارجية في ليبيا، بالإضافة إلى انتشار الأسلحة والميلشيات والمرتزقة على الأرض. وأكد أن القاهرة تعمل على إنقاذ الموقف والتحرك بالبلاد إلى الأمام نحو حل سياسي جذري وإنهاء حالة الفوضى والانقسام وصولاً إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تفضى إلى البدء في مرحلة إعادة الإعمار وبناء الدولة.
ولفت حتيتة إلى أن استمرار الأحداث السياسية في ليبيا وتعطيل المسار العام للبلاد هو أمر يصب في النهاية في مصلحة حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، ولصالح معظم الجهات التي ليس لها توافق على حل المشهد العام.
وقال إن المبعوث الأممي عبد الله باتيلى أثنى على لقاء التوافقات التي أجراها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خصوصاً أن مثل تلك اللقاءات يستفيد منها المبعوث الأممي في وضع صورة جديدة لإنهاء الأزمة وليس تعقيدها، وهو يحاول الاستفادة من كل الأطراف الليبية.