قضيتان تشغلان الأروقة السياسية في العاصمة العراقية بغداد دون أن تكون لهما تبريرات واضحة وثابتة؛ الأولى تتمثل في خفض مستوى اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الأمريكي جو بايدن المزمع عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة الأسبوع القادم.أما القضية الثانية فتتمحور حول موعد مفترض للرئيس التركي رجب أردوغان لزيارة بغداد خلال الشهر الجاري، كما أبلغ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان المسؤولين العراقيين خلال زيارته بغداد الشهر الماضي، لكن لا شيء من أنقرة يؤكد أو ينفي هذه الزيارة. والسؤال الأبرز الذي يشغل بال النخب السياسية العراقية يدور حول الأسباب التي دفعت واشنطن لتخفيض وقت لقاء بايدن والسوداني وبالتالي تقليص جدول الاجتماع، إلا أنه لا أحد في بغداد يملك إجابة محددة وواضحة على هذا السؤال.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر دبلوماسية لـ «عكاظ» أن أزمة بغداد مع أربيل بشأن موازنة كردستان التي تجددت الأسبوع الماضي كانت السبب وراء تقليص وقت لقاء الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي، ما يشكّل رسالة احتجاج أمريكية واضحة لبغداد.
ويرجح أن سياسات إقصائية بالداخل من تدبير أذرع من «الإطار التنسيقي» قد أثّرت على مستوى اللقاء، ولعبت مسألة تقليص موازنة إقليم كردستان دوراً مهماً بهذا الشأن، لكن «تحالف الإطار» برأ نفسه من هذه القضية بتأكيد الحكومة أنها ملتزمة بقرار المحكمة الاتحادية بعدم رفع موازنة كردستان.
مصادر برلمانية عراقية، اعتبرت أن تخفيض المدة الزمنية جاء عكس طموحاتها، إذ إن اللقاء الموسع كان سيأتي بنتائج إيجابية، ويعني اهتماماً ودعماً أمريكيا للعراق. وعزت المصادر تراجع مستوى الاجتماع إلى الضعف في إقناع واشنطن بتحقيق لقاء موسع فضلاً عن سياسات داخلية جرت أخيراً. ولفتت المصادر إلى احتمال أن تؤثر نتائج اللقاء مع الرئيس الأمريكي فيما حدث أخيراً في قضية رواتب إقليم كردستان.
أما القضية الثانية التي تفرض نفسها على الساحة العراقية فتتعلق بزيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى بغداد لكن أنقرة ما زالت تلتزم الصمت، ولم تعلن عن مثل هذه الزيارة أو تبلغ بغداد بها رسمياً.
ويتوقع بحسب بعض التسريبات أن تعطل زيارة أردوغان سببه تدخل قوى إقليمية وفصائل في قضية حزب العمال الكردستاني التي تشترط أنقرة اعتبار الحزب منظمة إرهابية للدخول في مفاوضات بشأن القضايا الأخرى العالقة بين البلدين.
وتتشابك العلاقة بين تلك القوى والفصائل مع حزب العمال المعروف بـ«بي كي كي»، إذ ينتمي عدد من أفراد الحزب إلى الحشد ويستلم رواتب وأسلحة من الهيئة. ووفق التسريبات فإن ملف «بي كي كي» يستخدم للضغط على بغداد وأمريكا خصوصاً في قضية مدينة سنجار التي تقع تحت سيطرة الحزب منذ 6 سنوات.