فيما انطلقت، مساء اليوم (الثلاثاء)، أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت شعار «إعادة بناء الثقة وجسور التضامن العالمي»، حذر الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش من مخاطر الانقسامات والفوضى. وتحدث في كلمته على التغيرات الجيوسياسية والإشكالات الداخلية بمجلس الأمن، وصولا إلى انقلابات أفريقيا وأزمة السودان.
ولفت غوتيريش إلى كارثة إعصار دانيال في درنة الليبية، والزلزال الذي ضرب مناطق في المغرب، مؤكدا أن التحديات العالمية تحولت إلى كابوس وآخرها زلزال المغرب وفيضانات ليبيا. وقال إن فيضان ليبيا انعكاس مروع لواقع عالمنا، الذي أصبح مليئا بالنزاعات والتوترات. ولفت إلى أن التغيرات الجيوسياسية تزداد حول العالم، مؤكدا أن العالم تغير ومؤسساتنا لم تفعل بدورها.
واعتبر غوتيريش أن العالم يتحول إلى «نهج تعددية الأقطاب»، محذرا من أن الفجوات بين الجنوب والشمال والشرق والغرب تتسع. وشدد على أن إصلاح مجلس الأمن أصبح ضروريا لتعزيز قوته، مضيفا: لدينا الكثير من الأجندات المتصارعة، وعلينا الاختيار بين الإصلاح والانهيار. وجدد الأمين العام تأكيده على أن الدبلوماسية هي الحل لتسوية النزاعات العالمية، محذرا من أنه عندما تخرق الدول تعهداتها، نخلق عالما من الصراعات.
وفي معرض حديثه عن السودان حيث تتواصل المعارك، أكد أن هذه الحرب الأهلية شردت الملايين، محذرا من البلد الأفريقي يهوي إلى حرب شاملة ويواجه خطر الانقسام. ولفت إلى أن تصاعد العنف في الشرق الأوسط كما في الأراضي الفلسطينية.
ودعا إلى ضرورة تبني رؤية موحدة لإنهاء خطر الأسلحة النووية، قبل أن يتطرق إلى انقلابات أفريقيا معتبرا أنها تهدد أمن القارة والمنطقة.
ويشارك في اللقاء السنوي الذي يضم 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحيدا من بين الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي (بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
ومن بين الدول الأعضاء سترسل 145 دولة رؤساء دولها أو حكوماتها إلى الجمعية العامة، ولكن من بين الأعضاء الخمسة المؤسسين الدائمين في مجلس الأمن والذين يتمتعون بحق النقض الفيتو، سيتغيب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى رئيس وزراء بريطانيا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.