وسط اشتداد القتال، وعدم وجود أية بوادر على وضع حد للحرب في السودان خلال وقت قريب، يعيش الموظفون ظروفاً أقل ما توصف به أنها «مأساوية»، وتتمثل معاناتهم في عدم صرف رواتبهم منذ اندلاع الحرب في منتصف شهر أبريل الماضي وحتى الآن.
وبحسب ما أوردت وكالة أنباء العالم العربي، كشف موظفون أنهم يعيشون على حد الكفاف، فيما أكد آخرون أنهم يعيشون على الاستدانة من الآخرين، وقال آخرون إنهم يواجهون الظروف الصعبة عن طريق الحصول على المساعدات.
ونقلت الوكالة عن موظف بإحدى الجامعات الحكومية قوله إنه لم يحصل على راتبه منذ 5 أشهر، على الرغم من وعود وزارة المالية بصرف راتبي شهري أبريل ومايو.
وأضاف: «عندما استفسرنا من إدارة الجامعة، أبلغتنا بأن وزارة المالية لا تستطيع توفير المبلغ في الوقت الحالي».
وأفاد بأن أجور الأساتذة والأطباء تعد الأعلى في الرواتب، وتبلغ في حدّها الأدنى 350 ألف جنيه سوداني (525 دولاراً بالسعر الرسمي)، وهي مبالغ يصعب على وزارة المالية توفيرها في الظروف الراهنة.
وقد وصلت الحال ببعض الموظفين إلى مرحلة عدم تلبية الاحتياجات اليومية من مأكل ومشرب، بحسب ما أكد ذلك أحدهم.
ومع غياب دور المنظمات الإنسانية في توفير مواد الإغاثة والمساعدات، أو تقليصها في بعض المناطق المشتعلة مثل أم درمان والخرطوم، بات الموظفون ضائعين -بحسب تعبير أحدهم- إذ إنهم لا يعرفون متى ستنتهي هذه الحرب، ولا متى سيصرفون رواتبهم؟ وكانت حكومة ولاية الخرطوم أعلنت (الأحد)، بدء صرف رواتب العاملين في وحدات الولاية، نقداً للمقيمين في ولاية الجزيرة بوسط السودان وعبر تطبيق «بنكك» لمن ارتحلوا إلى ولايات أخرى. يذكر أنه في أعقاب اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، أعلنت كبرى شركات القطاع الخاص منح العاملين عطلة مفتوحة من دون مرتب، وأرجعت الخطوة إلى الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد. فيما توقفت الحكومة عن دفع المرتبات للعاملين واقتصر صرف المرتبات فقط على منسوبي القوات المسلحة وبقية الأجهزة النظامية.