عامي أيالون
عامي أيالون
-A +A
«عكاظ» (باريس، جدة) okaz_online@
اعتبر الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي الأدميرال (شين بيت) عامي أيالون أن ما حدث فجر (السبت) الماضي كان مشابهاً جدّاً من حيث المفاجأة لهجوم عام 1973، متوقعاً أن هذا الهجوم سيغير وجه إسرائيل، لأنها المرة الأولى منذ إنشاء الدولة اليهودية التي يتم فيها قتل مئات الإسرائيليين في منازلهم .

وقال لصحيفة (لوفيغارو): إن الأمر سيستغرق سنوات حتى نفهم التأثير طويل المدى الناجم عن الرعب والخوف المرتبط بهذه الأحداث، معتبراً أن الهجوم البري في غزة أمر لا مفر منه للقضاء على الجناح المسلح لحماس.


وأضاف أن «إسرائيل استثمرت مبالغ ضخمة من المال لضمان أن يكون جيشها الأقوى والأكثر كفاءة، فانهار كل شيء في السابع من أكتوبر 2023، ولم يعد معظم الناس يتوقعون أي شيء من قادتهم السياسيين، ولكنهم كانوا يتوقعونه من قادتهم العسكريين، وها قد فشل ذلك أيضاً».

وأقر يالون بأن هناك فشلاً كبيراً من قبل الأجهزة الأمنية؛ لأن كل المعلومات الاستخبارية في غزة كانت مبنية على المراقبة الإلكترونية، مع أن قادة الجناح العسكري لحماس مثل محمد ضيف يعرفون كيفية التواصل دون هاتف أو إنترنت، إضافة إلى أن عدداً قليلاً جداً من المسؤولين هم من يكونون على علم بالعملية التي قاموا بها، ولذلك كانت أجهزتنا عمياء.

ولفت إلى أن مفهوم الأمن في إسرائيل غير واضح، فقبل حرب 1973 كانت تل أبيب تفضل الأرض على السلام، وكان علينا أن ننتظر صدمة (حرب أكتوبر) لنصل إلى نتيجة مفادها أنه لكي يكون هناك أمن، يجب أن يكون هناك سلام، فإسرائيل لم تحقق السلام مع مصر إلا بسبب صدمة الحرب، ولم تبدأ أوسلو مع الفلسطينيين إلا بعد الانتفاضة الأولى، ولم تغادر لبنان إلا تحت ضغط الهجمات والتفجيرات الانتحارية، ولم تنسحب من غزة إلا تحت تأثير الانتفاضة الثانية.

وأفاد بأنه مع تخلي إسرائيل عن السلطة الفلسطينية، لم يبق لها إلا حماس في غزة، وقد تمكنت من إدارة مشكلة حماس من خلال فترات من الهجمات العسكرية أعقبتها هدنة، وفي كل مرة كانت حماس أقوى قليل، غير أن الحكومة اعتقدت أن المشكلة الرئيسية في غزة مشكلة اقتصادية، ومنحتها بعض الوقت للتنفس من خلال إصدار تصاريح عمل لآلاف الفلسطينيين الذين دخلوا البلاد.