تواجه الهدنة الإنسانية بين حماس وإسرائيل بعد دخول يومها الثاني اليوم (السبت) من أصل أربعة أيام، حالة من التوقف التام لعدم التزام تل أبيب ببنود الاتفاق مع دولتَي الواسطة مصر وقطر، وعلى رأسها عدم خروج أصحاب المحكوميات العالية من الفلسطينيين المعتقلين لدى سلطات الاحتلال، كون من تم الإفراج عنهم شخصيات أخرى غير متفق عليها، فضلاً عن تعنت الجانب الإسرائيلي بعدم وصول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى شمال قطاع غزة، وهو ما أدى إلى عرقلة خروج 13 أسيراً إسرائيلياً اليوم، مقابل 39 فلسطينياً محتجزاً لدى إسرائيل.
من جانبه، أوضح الخبير في الشؤون الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي لـ«عكاظ» أن الوفد القطري الموجود حالياً في تل أبيب حالياً يسعى إلى تمديد الهدنة والحصول على ضمانات من جانب إسرائيل بعدم حدوث أي اغتيالات على أرضها لقادة حركة حماس، خصوصاً بعد تصريحات نتانياهو بضرورة مطاردة قيادات الحركة في أي مكان من دول العالم، مشيراً إلى محاولات أهالي غزة لتأمين أبسط أساسيات الحياة خلال أيام الهدنة استعداداً لاستئناف الحرب مرة أخرى.
وقال الدراوي «إن تحذير الجيش الإسرائيلي من توجه أي شخص من جنوب قطاع غزة إلى شماله، يجعلنا أمام مشكلة جديدة تتعلق بالترتيبات الأمنية التي تريد إسرائيل أن تفرضها على القطاع، وهو أمر خارج نطاق الهدنة المتفق عليه بين حماس وإسرائيل، كما أنه أمر مرفوض، وسيواجه بردود فعل داخلية، وأعتقد أن إسرائيل تناور بهذا الأمر في إطار خطة التهجير الفاشلة من الشمال إلى الجنوب».
وكانت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) قد أعلنت عبر حسابها في «تيليغرام» تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين، حتى تلتزم إسرائيل ببنود الهدنة الموقعة، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إطلاق سراح المحتجزين سيحل قريباً، مشيرة إلى أن هناك مناقشات تُجرى بشأن عدد الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم.
وفي وقت سابق اليوم، ذكر مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم ببنود الهدنة كافة، وأن هناك العديد من الخروقات، وهو ما يهدد مستقبل الاتفاق برمته.
وفى سياق متصل، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بالقاهرة ضياء رشوان إن اتصالات مصرية مكثفة تُجرى حالياً مع كل الأطراف لتمديد فتره الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لمدة يوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، موضحاً أن القاهرة تلقت حتى الآن مؤشرات إيجابية من الأطراف كافة لتمديد فتره الهدنة.
وكشف مندوب السفارة الفلسطينية في معبر رفح كمال الخطيب عن بدء عودة العالقين الفلسطينيين في مصر إلى القطاع مرة أخرى، مشيراً إلى وجود 920 من العالقين الفلسطينيين في مدينة العريش وأعداد أخرى من العالقين في القاهرة سيتوجهون أيضاً إلى غزة اليوم بموجب اتفاق بين السلطات المصرية والسفارة الفلسطينية في القاهرة.