أماني الطويل.
أماني الطويل.
-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
فيما دخلت الحرب في السودان شهرها الثامن دون توقف، أكدت خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة الدكتورة أماني الطويل، أن بيان «إيغاد» جاء منقوصاً لعدة اعتبارات من بينها أنه اعتمد على خطة الاتحاد الأفريقي، التي رفضها الجيش السوداني في بعض النقاط من قبل ومن بينها وجود قوات «إيساف» وهى قوات تابعة لدول شرق أفريقيا، وعلى إثر تلك القوات يتم خروج الطرفين المتحاربين من السودان.

وأشارت إلى أن هذه الخطة رفضها الجيش السوداني بغض النظر عن شخوصه فهو شرط لاستمرار الدولة السودانية كونه يمثل الشرعية والحاكم في البلاد حالياً بعد سقوط نظام حكم عمر البشير، مبينة في تصريحات لـ«عكاظ» أنه كان يجب أن يكون هناك تمهيد لـ«قمة جيبوتي» بمحاولة تقريب وجهات النظر عبر الوسطاء بين البرهان ودقلو قبل القمة، وهو أمر لم يحدث.


وأشارت إلى أن خروج البيان بصيغته المعروفة من الصعب تطبيقه بلقاء مباشر بين طرفي الصراع، مشيرة إلى أن «إيغاد» منظمة لدول شرق أفريقيا للتنمية لمكافحة التصحر والجفاف، وتم إسناد بعض الأدوار السياسية المرتبطة ببعض المشكلات الأفريقية لها مثل مشكلة الحرب في السودان، كما تعمل كوكيل للاتحاد الأفريقي، وبيانها الأخير السبت الماضي عن الأزمة السودانية لم يحمل جديداً.

وأشارت الطويل إلى أن الحرب الجارية في السودان دمرت مقدرات الدولة والبنية التحتية التي هي متهالكة وضعيفة بالأساس، والثمن الإنساني باهظ جداً بها، مؤكدة أن الأوضاع في البلاد أكثر من كارثية، والإحصاءات الرسمية تشير الى وجود 6 ملايين نازح داخل وخارج البلاد، أما عدد الضحايا فأشك أن أحداً يمتلك رقماً لاتساع رقعة جغرافية الصراع العسكري وعدم وجود أطراف مؤهلة للحسم، كما أن هناك 11 مليون نسمة على شفا المجاعة وأطفال شبه جوعى.

واختتمت قائلة إن الأحداث في قطاع غزة سحبت البساط من تحت الأزمة السودانية خلال الأسابيع الماضية وعدم وجود تركيز دولي حولها وهو ما أعطى فرصة للقوات المتقاتلة في السودان لتوسيع الحرب وارتكاب جرائم خطرة نتيجتها المزيد من القتل والدمار، والمزيد من تخريب البنية التحتية.