العاروري.
العاروري.
العاروري ونصرالله.
العاروري ونصرالله.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

أعلنت حركة حماس اليوم (الثلاثاء) مقتل نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري وستة من قادة كتائب القسام وإصابة آخرين، في هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية بمنطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار الذي استهدف مكتباً لـ«حماس» أدى الى سقوط سبعة قتلى وعدد من الإصابات، مؤكدة أن مسيّرة إسرائيلية أطلقت أكثر من صاروخ على هدف في الضاحية.

وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية أن القيادي الفلسطيني الذي تم اغتياله كان مقرراً أن يلتقي أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله غداً (الأربعاء)، فيما كشفت صحيفة «يو إس أيه توداي» الأمريكية أن إسرائيل أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز في «حماس» صالح العاروري، الذي يعتقد أنه مهندس عملية «طوفان الأقصى».

وقالت إن العاروري ظهر في مقابلة مع قناة لبنانية قبل أسابيع عدة من الهجوم وتحدث فيها عن أن «حماس» تستعد لحرب شاملة، مشيراً إلى أن الحركة تناقش عن كثب احتمالات هذه الحرب مع جميع الأطراف المعنية.

ولفتت إلى أن العاروري تحدث أيضاً عن وجود خطط إسرائيلية لتنفيذ عمليات تصفية لقادة في «حماس»، محذراً من اندلاع حرب إقليمية في حال جرى ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وإسرائيل ووثائق حكومية وقضائية، تأكيدها أن العاروري يعتبر حلقة وصل إستراتيجية بين ثلاث جهات؛ «حماس» و«حزب الله» وطرف خارجي.

ويعد العاروري أحد القادة المؤسسين لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، وعلى الرغم من وضعه على قائمة العقوبات الأمريكية المرتبطة بالإرهاب ورصد مكافأة قدرها 5 ملايين دولار من وزارة الخارجية الأمريكية لمن يدلي بمعلومات تؤدي لقتله أو اعتقاله، إلا أن العاروري ظل يتنقل في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن العاروري ساعد في بناء وقيادة تحالف جديد لـ«حماس» مع «حزب الله»، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل لدرجة أنها طلبت مساعدة طارئة من مجلس الأمن في 2017، ومرة أخرى في 2018، لعرقلة مساعيه.

ويقيم العاروري في لبنان، وأمضى سنوات في المساعدة في إعادة بناء عمليات «حماس» في الأراضي الفلسطينية الأخرى التي تحاصرها إسرائيل، كالضفة الغربية.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون سابقون في مجال مكافحة الإرهاب إن العاروري ولد في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وأصبح عنصراً أساسياً في النشاط المؤيد للفلسطينيين في منتصف الثمانينات في جامعة الخليل ودرس الشريعة الإسلامية.

وأفادوا أن العاروري انضم إلى «حماس» بعد وقت قصير من تشكيلها في أواخر 1987 مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وسرعان ما تدرج من كونه قائداً لمنظمة شبابية داخل الحرم الجامعي إلى تأسيس كتائب القسام.

وصنفت وزارة العدل الأمريكية العاوري في 2003 كمتآمر في قضية تتعلق بتمويل الإرهاب لارتباطه بثلاثة من نشطاء «حماس» في شيكاغو، ووصفته بالقائد العسكري رفيع المستوى في «حماس».

واحتجزت السلطات الإسرائيلية العاروري وسجنته ثلاث مرات، رغم أنه واصل نشاطه في «حماس» حتى أثناء وجوده في سجن إسرائيلي في عسقلان، إذ اعتقل في 2007 وتم إطلاق سراحه في 2011 عندما أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 1000 سجين فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته «حماس» في 2006.

وبعد إطلاق سراحه اضطُر العاروري إلى الخروج من غزة وانتقل إلى العاصمة السورية دمشق للانضمام إلى قيادة «حماس» في المنفى هناك، ومع اندلاع الحرب الأهلية في سورية في 2012، بدأ العاروري في التحرك مرة أخرى، وأمضى بعض الوقت في تركيا، وفي 2014 أعلن أن «حماس» مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في يونيو 2014 وشمل اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية، كان أحدهم مواطناً أمريكياً إسرائيلياً.