مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الرابع، واستمرار تدمير الأحياء والقرى والمخيمات، واعتقال المئات من الفلسطينيين، ووصل الأمر أخيراً لتصفية قادة المقاومة بالداخل والخارج، وكان آخر هؤلاء مهندس «طوفان الأقصى» صلاح العاروري ومرافقيه في بيروت، وسط توقعات بتصفية المزيد من قادة المقاومة واستهدافهم، وإصرار القيادات الإسرائيلية على تهجير أهالي غزة إلى سيناء ودول عربية أخرى.
وأثار اغتيال العاروري تساؤلات عده، من بينها كيفية معرفة إسرائيل للقيادات المهمة المؤثرة داخل الفصائل الفلسطينية خصوصاً الموجودة بالخارج؟ وكيف يتم رصدها والوصول إليها؟ حتى تتم في النهاية عملية التصفية الجسدية، وأكد الخبير والمحلل الاستراتيجي بالقاهرة اللواء ممدوح الإمام أن إسرائيل ماضية في تصفية قادة المقاومة الفلسطينية بكل الطرق، سواء في الداخل أو الخارج، وهو ما أكد عليه رئيس الشاباك رونين بار، وبالتالي فإن مقتل العاروري لن يكون الأخير، مبيناً أن تل أبيب تعتمد في تصفيتها لقادة المقاومة على عدة طرق، من بينها استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصالات التي على رأسها المحمول، فضلاً عن استخدام المعلومات الاستخباراتية التي يتم جمعها عن طريق عملاء لها، وطرق عسكرية وأمنية مختلفة تعمل عليها، قبل القيام بعملية التصفية الجسدية، كما أن ما حدث يُعد اختراقاً للنظام الأمني الصارم لحزب الله.
وذكر الإمام لـ«عكاظ» أن جمع المعلومات الدقيقة يكون بيد وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي يقوم بدوره برفعها إلى نتنياهو، ورئيس وزراء إسرائيل هو من يحدد موعد الضربة، وبعد انتهاء المهمة تعرف العملية عبر وسائل الإعلام، مبيناً أن الموساد ماضٍ في متابعة محمد ضيف، ويحيى السنوار، والعشرات من قادة مقاومة حماس لتصفيتهم جسدياً.
ولفت الخبير الاستراتيجي المصري إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وجه أجهزة الأمن بالعودة إلى سياسة الاغتيالات، في محاولة لحفظ ماء وجه الجيش الإسرائيلي ومحو صورة الفشل السياسي والأمني والاستخباراتي والعسكري الذي تعرضت له في أكتوبر الماضي، مبيناً أن سياسة الاغتيالات والتصفيات ليست مستحدثة، بل عقيدة مترسخة في الجيش الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هدف نتنياهو من الاغتيالات كذلك رفع شعبيته المنهارة وفقًا لاستطلاعات الرأي، ووقف المظاهرات والاحتجاجات الموجودة ضده في الشارع الإسرائيلي، وإبقاء حكومته على وضعها الحالي رغم المطالبات بإقالتها.