مظاهرات إسرائيلية تطالب بإطلاق سراح الأسرى.
مظاهرات إسرائيلية تطالب بإطلاق سراح الأسرى.
-A +A
«عكاظ» (باريس، جدة)okaz_online@
كشفت مجلة «لوبس» الفرنسية، أن حرب غزة فاقمت الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، مؤكدة أن وحدة الإسرائيليين بشأن الحرب ضد حماس والتضامن مع المحتجزين لم يدم طويلا، لتظهر بعد 12 أسبوعا تصدعات في الإجماع الوطني حول الحرب، وشكوك بشأن إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للصراع.

وقال الباحث في العلوم الاجتماعية بالقدس جاك بندلاك: إذا كان هجوم 7 أكتوبر قد وحد الإسرائيليين المنقسمين وقتها بشكل حاد حول الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة نتنياهو، فإن استمرار الصراع وطول أمده أحيا الشكوك لدى الرأي العام الإسرائيلي في إدارة الحرب وأزمة المحتجزين.


وأكد أن الانقسامات عادت بكل قوتها، وبشكل رئيسي بين الأغنياء والفقراء، وبين اليمين واليسار، وبين الداعين لإقامة إسرائيل الكبرى ومؤيدي حل الدولتين.

ورأى أن الحرب لم تؤثر على جميع الإسرائيليين بقدر متساو، فقد ضربت جنوب إسرائيل بشدة، إذ ترتفع نسبة الفقر إلى 25% في المنطقة الجنوبية، مقابل 15% في المنطقة الوسطى، خصوصا بين بدو النقب والعديد من اليهود السفارديم في بئر السبع وسديروت ونتيفوت.

ووفقا لمسح أجرته منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الحكومية، فإن دخل السكان انخفض 19.7% منذ بداية الحرب، ويخشى 45.5% من الإسرائيليين من الوقوع في انعدام الأمن الاقتصادي الكبير، خصوصا أن التعويض الجزئي والبطيء للغاية من الدولة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الفجوات الاجتماعية الصارخة وعدم المساواة داخل المجتمع الإسرائيلي.

ووفقا للباحث، فقد أعادت الحرب إشعال الانقسام بين اليمين واليسار في إسرائيل، بحيث ترتفع نسبة اليمين عندما يرى الإسرائيليون أن حربا ما تشكل تهديدا وجوديا لدولتهم.

ولفت إلى أن مظاهرات التضامن مع المحتجزين تحولت إلى مواجهة بين مؤيدي نتنياهو ومعارضيه، إذ يطالب الفريق الأول باتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين، في حين يؤيد الفريق الآخر الحرب مهما كلف الثمن حتى القضاء على حماس.

وبحسب المجلة، ينتقد العديد من الإسرائيليين نتنياهو لعدم تحمله المسؤولية عن اندلاع صراع كان يعلم خطورته، ورفضه مناقشة سيناريو إنهاء الحرب ومستقبل قطاع غزة، ما يفقده مصداقيته حتى في معسكره السياسي، وبالتالي لم يعد اليسار الإسرائيلي وحده هو الذي يطالب برحيله.

وقال إن الحكومة لا تريد الحديث عن مستقبل الأراضي الفلسطينية، خصوصا أن نتنياهو بعد تشكيل حكومته الائتلافية الحالية أصبح أسيرا لليمين الصهيوني والديني المتطرف الذي يؤيد قادته بدون شرط «إسرائيل الكبرى» التي تضم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة انهيار شعبية نتنياهو الذي يدرك أن نهاية الحرب ستكون نهاية مسيرته السياسية، لذلك يستبعد حل الدولتين إرضاء لحلفائه اليمينيين المتطرفين الذين يعتمد عليهم ائتلافه حتى لا يفقد السلطة.