في إعلان يؤكد وجود «أزمة» بين واشنطن وبغداد، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من العراق.
يأتي هذا الموقف على الرغم من إعلان بغداد الأسبوع الماضي، أنها بدأت عملية تهدف إلى إنهاء مهمة التحالف العسكري الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة على أراضيها.
وفي تفسيرات للموقف الأمريكي الرافض للقرار العراقي، فإن القوات العراقية ومعها قوات التحالف الدولي تقول: إن وجودها جاء وفق بنود الاتفاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق والتي تشير إلى أن مغادرة القوات الأمريكية تتم بعد مرور 5 سنوات من تسلم واشنطن لطلب رسمي من حكومة بغداد.
قرار واشنطن برفض إخراج قواتها من العراق يفتح كل الاحتمالات، وأبرزها مواصلة فصائل عراقية مسلحة استهداف هذه القوات وقواعدها، الأمر الذي سيدفع الجيش الأمريكي إلى الرد على تلك الهجمات، ما يعقّد العلاقات الأمريكية العراقية، ليس هذا فحسب، بل ويهدد بشبح إقالة الحكومة العراقية ما لم تنفذ قرار البرلمان بإخراج قوات التحالف من الأراضي العراقية بعد زوال سبب وجودها.
طلب الحكومة العراقية بخروج قوات التحالف الدولي، جاء بعد أن نفذت طائرة مسيرة أمريكية، الخميس الماضي، هجوماً استهدف قائد العمليات الخاصة في فصيل «النجباء» الذي تتهمه واشنطن بتنفيذ هجمات ضد قواعد عسكرية في العراق وسورية. وأعلنت واشنطن مسؤوليتها عن الهجوم، وأقر به الرئيس جو بايدن، معتبرا أنه «دفاع عن النفس».
واستنكرت الحكومة العراقية والأوساط السياسية والعسكرية القصف الذي عدته انتهاكا لسيادة أراضيها، وقررت بغداد اتخاذ إجراءات لإخراج القوات الأجنبية من البلاد.
ومع بدء ترتيبات الحوار بين واشنطن وبغداد بشأن إخراج قوات التحالف، بدأت تسريبات تشير إلى أن هذا الخروج لن يتم إلا بعد انتهاء ولاية حكومة محمد السوداني الحالية بعدة سنوات.
يذكر أنه يوجد في العراق نحو 2500 جندي أمريكي يعملون في إطار ما تبذله واشنطن من مساعٍ لمنع عودة تنظيم داعش الذي سيطر على نحو نصف مساحة العراق في عام 2014.
وفي نهاية 2021، أعلنت بغداد نهاية الدور القتالي لقوات التحالف الدولية، والانتقال إلى مهمة جديدة تتمثل بتقديم المشورة والمساعدة والتمكين للقوات العراقية، فيما شكك تحالف «الإطار التنسيقي» بعد ذلك بصدق الإجراءات.
وكانت القوات الأمريكية عادت إلى بغداد بطلب من الحكومة في 2014 على خلفية دخول «داعش»، بعد أن خرجت لأول مرة نهاية 2011، ولكن هذه المرة، يبدو أن الخروج لا يشبه الدخول أبدا.