انطلقت اليوم (الخميس)، جلسات استماع محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بارتكابها جريمة «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، وتلت رئيسة المحكمة القاضية الأمريكية جوان دونوغو قائمة بالمسائل الاجرائية التي ستتخدها المحكمة في نظر الدعوى بمشاركة قاضيين من جنوب أفريقيا وإسرائيل وذلك لضمان النزاهة والشفافية على حد تعبيرها.
وقالت محكمة العدل الدولية إن جنوب أفريقيا تؤكد أن أعمال إسرائيل في غزة «إبادة جماعية»، موضحة أن دعوى جنوب أفريقيا تطالب بالحصانة للمدنيين في غزة، كما تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وخلال الجلسة التي تعقد في مدينة لاهاي، في مقر محكمة العدل، أكد الفريق القانوني لجنوب أفريقيا برئاسة وزير العدل أن الفلسطينيين يتعرضون لقصف لا يتوقف أينما ذهبوا ويقتلون في كل مكان يلجؤون إليه، موضحاً أن إسرائيل تحدد مناطق آمنة للفلسطينيين في قطاع غزة قبل أن تقوم بقصفها.
وأضاف الفريق: أعمال القتل الإسرائيلية كبيرة جدا وجثث الفلسطينيين تدفن في مقابر جماعية، وأفعالها تشير إلى نية ارتكاب إبادة، وهذه النية تتجذر في قناعتها بأن العدو ليس حماس وإنما نسيج حياة الفلسطينيين في غزة.
وشدد وزير العدل بجنوب أفريقيا رونالد لامولا أن الدعوى تؤكد رفض جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً أن العنف في فلسطين لم يبدأ في 7 أكتوبر بل تجاوز كل الحدود، وأنها تفرض حصارا مطبقا على قطاع غزة، مبيناً أن إسرائيل تتحكم في نقاط العبور من الضفة إلى غزة والعكس.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي فشل في منع إسرائيل من ارتكاب جرائم إبادة، موضحاً أن إسرائيل ارتكبت أعمال قتل جماعي ضد الفلسطينيين وهناك مئات الأسر في غزة تم محوها بالكامل بسبب الغارات الإسرائيلية.
وستستمر جلسات استماع محكمة العدل الدولية ليومين (الخميس والجمعة) بعد أن خصص الاستماع في اليوم الأول لملف جنوب أفريقيا عبر مداخلات مستمرة لأعضاء الوفد الجنوب أفريقي على رأسهم وزير العدل، وسط توقعات بأن تطلب جنوب أفريقيا تمديدا لجلسات الاستماع، وقدمت جنوب أفريقيا اليوم طلبا استعجاليا بوقف العملية العسكرية الإسرائيلية ضمن ما يسمى بالإجراءات الاستعجالية الوقائية لوقف مسببات الضرر، وهو ما يدخل ضمن صلاحيات المحكمة، وينتظر من المحكمة إصدار قرار مستعجل خلال أيام قليلة.
وسيستعرض الفريق القانوني لجنوب أفريقيا أمام المحكمة جملة من الأدلة والقرائن الموثقة بالفيديوهات معتمدة على تقارير منظمات دولية والأمم المتحدة، فيما يتوقع أن تستمع المحكمة غداً للجانب الإسرائيلي الذي يركز في دفاعه على الحيلولة دون إصدار المحكمة قرارا استعجاليا بوقف الحرب، وإسقاط طابع الإبادة الجماعية على الدعوى.
ويرى خبراء قانونيون دوليون أن جنوب أفريقيا صاحبة الدعوى تقف موقفا قويا بما تملكه من أدلة على ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، مؤكدين أن الوقائع التي شاهدها العالم والموجودة في ملف جنوب أفريقيا تثبت وجود قرار إبادة جماعية.
وتبادلت جنوب أفريقيا وإسرائيل الاتهامات عشية أولى جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية، وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا إن معارضتهم للمذبحة الجارية بحق شعب غزة دفعتهم بصفتهم دولة إلى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وقال رامابوسا: «بصفتنا شعباً تجرع يوماً مرارة السلب والتمييز والعنصرية والعنف الذي ترعاه الدولة، نحن واضحون في أننا سنقف في الجانب الصائب من التاريخ»، لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي قال إن إسرائيل ستمثل أمام محكمة العدل الدولية لدحض الاتهامات التي أطلقتها جنوب أفريقيا، زاعماً أنها تمنح غطاءً سياسياً وقانونياً لحماس.