فيما تطالب الحكومة اليمنية بضرورة بناء قدراتها للمساهمة بشكل فاعل في ضمان أمن الملاحة الدولية، كشفت وكالة «بلومبرغ» اليوم (السبت) مباحثات تجريها الولايات المتحدة وبريطانيا لمناقشة تكثيف الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن دون التسبب في حرب واسعة، من خلال التركيز على استهداف الإمدادات وطرق تهريب الأسلحة، وشن ضربات استباقية أكثر عدوانية.
وأفصحت الوكالة بأن المقترحات المطروحة ربما تمثل تصعيداً في ظل استمرار جهود التحالف الساعي لإنهاء الهجمات في البحر الأحمر، مبينة أن التحركات الأكثر عدوانية، ربما تضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، ما قد يثير نوعاً من الصراع الإقليمي الذي يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن لتجنبه.
وأفادت الوكالة أن سلسلة الضربات الأمريكية والبريطانية لم تردع الحوثيين حتى الآن، أو تقلل من قدرتهم على استهداف السفن التجارية، مؤكدة على لسان مصادرها التي وصفتها بـ«المطلعة» أن الولايات المتحدة وبريطانيا تنظران في طرق أفضل لعرقلة إعادة إمداد الحوثيين عن طريق البحر بالأسلحة خصوصاً أن هناك صعوبة في قطع الطرق البرية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول بريطاني قولهما أنهم يدرسون أنواعاً مختلفة من العمليات العسكرية لعرقلة تدفق الأسلحة إلى الحوثيين وأن الوقت مناسب للقيام بذلك.
وتسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين رغم أن الحوثيين لا يزالون يُشكلون تهديداً، وبحسب منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي فإن القوات الأمريكية نفذت 3 ضربات ناجحة للدفاع عن النفس ضد أهداف للحوثيين في اليمن.
وأفاد مسؤول أمريكي أن طائرات قصفت مواقع للحوثيين، (الجمعة)، ودمرت منصات لإطلاق الصواريخ المضادة للسفن كانت جاهزة لإطلاق النار، في إشارة إلى الغارة التي استهدفت منطقة الجبانة بمحافظة الحديدة، مبيناً أن الضربات نفذتها طائرات «إف/إيه 18» وانطلقت من حاملة «دوايت دي أيزنهاور».
وفي السياق ذاته، جدد وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد بن مبارك رفض الحكومة اليمنية المطلق لأعمال الإرهاب والقرصنة البحرية التي تنفذها مليشيا الحوثي الإرهابية، داعياً المجتمع الدولي للعمل بشكل وثيق وفاعل مع الحكومة اليمنية وتمكينها وبناء قدراتها للمساهمة بشكل فاعل في ضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر بشكل مستدام، كونها صاحبة السيادة على كامل إقليم الجمهورية اليمنية ومياهها الإقليمية.
وعزا تصعيد الحوثي في البحر الأحمر إلى عدم وجود رادع حقيقي من المجتمع الدولي طوال السنوات الماضية، متهماً إيّاها بممارسة العنف والإرهاب وارتكاب أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين ودول الجوار وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
وطالب بن مبارك بقية أعضاء المجتمع الدولي باتخاذ خطوات مماثلة للولاية المتحدة بتصنيف الحوثي جماعةً إرهابية، وذلك من شأنه دفع مليشيا الحوثي للتخلي عن نهجها الإرهابي ونبذ العنف وتهديد الملاحة الدولية والقبول بمبادرة السلام والتخلي عن مشاريع تقويض الاستقرار في اليمن والإقليم.