لبنان بلد العجائب والغرائب، محكمة العدل الدولية تمنح ثقتها للقاضي اللبناني نواف سلام، فانتخبته رئيساً لها لمدة ثلاثة أعوام. فيما نواب البرلمان اللبناني بكل تنوعاتهم وتياراتهم فشلوا طوال عام كامل في اختيار رئيس للجمهورية يمنحونه ثقتهم وينتخبونه ليقود سفينة بلد يعاني من كل شيء في الأمن والاقتصاد والبحث عن الهوية.
لبنان بلد العجائب والغرائب، إذ يستقبل الموفدين الغربيين الواحد تلو الآخر، من كان يتكلم اللغة الفرنسية ينقل التهديدات والوعيد الإسرائيلي بشن حربٍ واسعة على لبنان إن لم ينسحب (حزب الله) ونخبته المسلحة بعيداً عن الحدد الجنوبية ما يقارب الـ7 كلم. ويكاد الموفد الفرنسي، وزيراً للخارجية كان أم مبعوثاً رئاسياً، يتحدث عن الحرب وكأنها حتمية، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى المسارعة بتلبية المطالب الإسرائيلية بتجنب الحرب والدمار.
وإن كان المبعوث أمريكياً ينطق باللغة الإنجليزية يفاوض ويحاور كوسيط بين اللبنانيين والإسرائيليين أو الأصح كوسيط بين إيران و(حزب الله) من جهة، والإسرائيليين من جهة أخرى، باحثاً عن تسوية تشمل مزارع شبعا والترسيم البري بعد نجاحه بالترسيم البحري، مقدماً المغريات والوعود الاقتصادية المالية والمقايضات السياسية الرئاسية منها وغير الرئاسية، وكل ذلك لضمان أمن إسرائيل وتأمين عودة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم آمنين.
ما بين الفرنسي والأمريكي، الإسرائيلي يبدي إصراره على الحرب. ها هو وزير دفاع إسرائيل يؤكد أن أي هدنة ستقر في قطاع غزة لن تشمل الحدود مع لبنان، فالمطلب الإسرائيلي مع لبنان ليس قراراً لوقف إطلاق النار، بل انسحاب معلن ومضمون لعناصر الحزب بعيداً عن الحدود إلى الضفة الثانية لنهر الليطاني، فيما الحزب يربط الهدوء على الحدود بوقف إطلاق النار في غزة.
لبنان الرسمي وغير الرسمي يقرُّ أن لا قدرة له على خوض حرب جديدة، حرب ستأتي على ما بقي من اقتصاد وبنية تحتية وقدرة على الصمود في الأوساط الشعبية، فيما الحزب لا يضع في حساباته كل تلك الحسابات الوطنية، هو يخوض حربه التي تمثل بالنسبة إليه حرب وجود بهيمنته وسلاحه وقدرته على التحكم بالتفاصيل الداخلية، وضمان وجوده على أي طاولة مفاوضات دولية.
كثيرة هي التنبؤات التي تتفرّع وتتشعب بين حتمية الحرب، أو صعوبة اندلاعها وسط هذا المأزق الدولي المتخبط بالحروب على طول مساحة العالم من أوكرانيا إلى السودان والعراق وسورية، لكن ما هو أقسى من الحرب هو العيش تحت الخوف من اندلاعها الذي يوقف دورات الحياة اقتصادية واجتماعية.
لبنان الذي ينتظر الحرب يعلق بسبب ذلك كل استحقاقاته المصيرية؛ بداية من انتخاب رئيس للجمهورية وبعده تشكيل حكومة تنقذ اللبنانيين من أزمتهم المالية، وصولاً إلى إصلاحات يطالب بها البنك الدولي ومعه كل العالم المفيد ليمد يد المساعدة من أجل الإنقاذ.
يقول أحد المفكرين اللبنانيين إن «لبنان ليس بلداً مؤهلاً لحل الأزمات بل لإدارتها. هذا ما حصل منذ نيله استقلاله حتى هذه الساعة، إلا أنّ المأزق اليوم أنّ إدارة الأزمات مستحيلة مع انهيار الدولة ومؤسساتها الشرعية يصبح لبنان بذلك محكوماً بالتعايش مع الأزمات وانتظار الخراب وليس الفرج القريب. في بلد القانون فيه لا ينفذ، والسياسي فيه لا يسوس، والمواطن بعيد عن المواطنة قادر على الإبداع خارج الحدود.. أما في داخله هو أشبه بمواطن مفقود».
لبنان بلد العجائب والغرائب، إذ يستقبل الموفدين الغربيين الواحد تلو الآخر، من كان يتكلم اللغة الفرنسية ينقل التهديدات والوعيد الإسرائيلي بشن حربٍ واسعة على لبنان إن لم ينسحب (حزب الله) ونخبته المسلحة بعيداً عن الحدد الجنوبية ما يقارب الـ7 كلم. ويكاد الموفد الفرنسي، وزيراً للخارجية كان أم مبعوثاً رئاسياً، يتحدث عن الحرب وكأنها حتمية، داعياً المسؤولين اللبنانيين إلى المسارعة بتلبية المطالب الإسرائيلية بتجنب الحرب والدمار.
وإن كان المبعوث أمريكياً ينطق باللغة الإنجليزية يفاوض ويحاور كوسيط بين اللبنانيين والإسرائيليين أو الأصح كوسيط بين إيران و(حزب الله) من جهة، والإسرائيليين من جهة أخرى، باحثاً عن تسوية تشمل مزارع شبعا والترسيم البري بعد نجاحه بالترسيم البحري، مقدماً المغريات والوعود الاقتصادية المالية والمقايضات السياسية الرئاسية منها وغير الرئاسية، وكل ذلك لضمان أمن إسرائيل وتأمين عودة سكان المستوطنات الشمالية إلى منازلهم آمنين.
ما بين الفرنسي والأمريكي، الإسرائيلي يبدي إصراره على الحرب. ها هو وزير دفاع إسرائيل يؤكد أن أي هدنة ستقر في قطاع غزة لن تشمل الحدود مع لبنان، فالمطلب الإسرائيلي مع لبنان ليس قراراً لوقف إطلاق النار، بل انسحاب معلن ومضمون لعناصر الحزب بعيداً عن الحدود إلى الضفة الثانية لنهر الليطاني، فيما الحزب يربط الهدوء على الحدود بوقف إطلاق النار في غزة.
لبنان الرسمي وغير الرسمي يقرُّ أن لا قدرة له على خوض حرب جديدة، حرب ستأتي على ما بقي من اقتصاد وبنية تحتية وقدرة على الصمود في الأوساط الشعبية، فيما الحزب لا يضع في حساباته كل تلك الحسابات الوطنية، هو يخوض حربه التي تمثل بالنسبة إليه حرب وجود بهيمنته وسلاحه وقدرته على التحكم بالتفاصيل الداخلية، وضمان وجوده على أي طاولة مفاوضات دولية.
كثيرة هي التنبؤات التي تتفرّع وتتشعب بين حتمية الحرب، أو صعوبة اندلاعها وسط هذا المأزق الدولي المتخبط بالحروب على طول مساحة العالم من أوكرانيا إلى السودان والعراق وسورية، لكن ما هو أقسى من الحرب هو العيش تحت الخوف من اندلاعها الذي يوقف دورات الحياة اقتصادية واجتماعية.
لبنان الذي ينتظر الحرب يعلق بسبب ذلك كل استحقاقاته المصيرية؛ بداية من انتخاب رئيس للجمهورية وبعده تشكيل حكومة تنقذ اللبنانيين من أزمتهم المالية، وصولاً إلى إصلاحات يطالب بها البنك الدولي ومعه كل العالم المفيد ليمد يد المساعدة من أجل الإنقاذ.
يقول أحد المفكرين اللبنانيين إن «لبنان ليس بلداً مؤهلاً لحل الأزمات بل لإدارتها. هذا ما حصل منذ نيله استقلاله حتى هذه الساعة، إلا أنّ المأزق اليوم أنّ إدارة الأزمات مستحيلة مع انهيار الدولة ومؤسساتها الشرعية يصبح لبنان بذلك محكوماً بالتعايش مع الأزمات وانتظار الخراب وليس الفرج القريب. في بلد القانون فيه لا ينفذ، والسياسي فيه لا يسوس، والمواطن بعيد عن المواطنة قادر على الإبداع خارج الحدود.. أما في داخله هو أشبه بمواطن مفقود».