وسط تحذيرات عربية ودولية من التداعيات المتفاقمة والخطيرة لتوجه القوات الإسرائيلية نحو اقتحام، واستهداف مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، بمهاجمة مدينة رفح.
وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة (ABC News) الأمريكية: «سنفعل ذلك، وأنا أتفق مع الأمريكيين، سنقوم بذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة»، مدافعاً عن خطته وأثرها على 1.4 مليون نازح بالقول: «بالإمكان أن ينتقلوا إلى شمال رفح الذي تم تطهيره، نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك».
وأضاف: «وجهت قواتنا بالتخطيط لإجلاء مئات الآلاف من سكان رفح قبل الاجتياح البري، وسنوفر ممراً آمناً للمدنيين ليتمكنوا من المغادرة»، رابطاً عدم دخوله إلى رفح بخسارته في الحرب.
ويواجه المدنيون المتواجدون في رفح وعلى مساحة 151 كيلومتراً مربعاً خطر الإبادة الإسرائيلية في ظل تأكيد الجيش الإسرائيلي على المضي قدماً في حربه على غزة واقتحام رفح.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر في الجيش: إن الجيش ينتظر منذ نحو أسبوعين الضوء الأخضر من المستوى السياسي لشن هجوم على رفح، مبينة أن خطة الهجوم جاهزة.
غير أن مسؤولاً أمريكياً قال لـ«شبكة إن بي سي» إن الانقسامات تتزايد بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الخلاف الأكثر إلحاحاً بشأن خطط غزو رفح.
بالمقابل، نقل تلفزيون الأقصى عن قيادي في حركة حماس قوله إن أي هجوم بري للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح الحدودي بقطاع غزة يعني نسف مفاوضات التبادل، موضحاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل بارتكاب إبادة جماعية وكارثة إنسانية جديدة في رفح.
وأضاف أن ما لم يحققه نتنياهو وجيشه خلال أكثر من أربعة أشهر لن يحققه مهما طالت الحرب.
من جهته، أبدى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم قلقه الشديد، إزاء احتمال شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على رفح التي يتواجد فيها نصف سكان القطاع تقريباً.
وقال كاميرون في تغريدات على حسابه في «إكس»: «الأولوية يجب أن تكون لوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتحرير المحتجزين، والمضي قدماً نحو هدنة دائمة».
فيما حذرت وزيرة الخارجية الهولندية هانكي برونز سلوت من الأوضاع المتردية في رفح، وكتبت على حسابها في «إكس»: «إن الوضع في رفح مقلق للغاية، ومن الصعب أن لا تؤدي العمليات العسكرية على نطاق واسع في منطقة مكتظة بالسكان إلى وقوع العديد من الضحايا المدنيين، وكارثة إنسانية كبيرة.. هذا لا يمكن تبريره».