فيما حذرت دول غربية وعربية إسرائيل من تغيير حدود غزة أو تقسيم أراضيها، مؤكدة معارضتها إنشاء أي منطقة عازلة في القطاع المنكوب، ينفذ جيش الاحتلال مخططاً لتوسيع طريق وسط القطاع لتسهيل عملياته العسكرية والحفاظ على السيطرة الأمنية على غزة حتى بعد انتهاء الحرب، بحسب ما أفصح مسؤولون عسكريون.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن هؤلاء، أن الممر الواقع جنوب مدينة غزة، الذي يمتد حوالى 5 أميال من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل، يقسم القطاع إلى قسمين، شمالاً وجنوباً، على طول شريط شرقي غربي تحتله القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب. ويسمح هذا الممر لجيش الاحتلال بالتحرك السريع والآمن حتى بعد انسحاب معظم القوات من القطاع.
لكن المعضلة، أن هذا الطريق يخلق بشكل فعال حزاماً عسكريّاً قد يمنع عودة نحو مليون نازح فروا جهة الجنوب خلال الأشهر الماضية، إلى شمال غزة، وفقًا لمحللين. وقال مسؤول عسكري إن القوات الإسرائيلية ستتولى حراسة الطريق لمنع وقوع هجمات مسلحة.
واعتبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جاكوب ناجل، أن الطريق سيخلق فجوة واضحة بين شمال غزة وجنوبها، وإنه من غير المرجح أن يتم بناء أي جدار بجوار الطريق. وقال إنه يمكن أن يكون له نقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب سيتم حراستها.
وبحسب الصحيفة، فإن مهندسين إسرائيليين يخططون لتدمير المنازل والمباني التي لا تزال صامدة على طول جوانب الطريق، ويضعون قاعدة جديدة من الحصى لتوسيع الممر وجعله أكثر فائدة للجيش، وفقاً للقطات بثتها القناة 14 الإسرائيلية (السبت) الماضي.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في شهر فبراير من قبل شركة ماكسار تكنولوجيز، ما يبدو أنه طريق ترابي متعرج يقسم غزة عبر المزارع والمناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
يتزامن بناء هذا الطريق وتوسيعه مع بناء منطقة عازلة يبلغ طولها حوالى كيلومتر واحد داخل حدود غزة مع إسرائيل، ويُمنع الفلسطينيون من دخولها مستقبلاً.
ومن المقرر أن يتم استخدام الطريق بين الشرق والغرب وتسيير دوريات فيه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي قد تستمر أشهراً أو حتى سنوات، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين، يزعمون إنهم ليس لديهم أي نية لاحتلال غزة بشكل دائم ولكنهم يخططون للحفاظ على الأمن.