من المتوقع أن يصل إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم (الأحد) وفد أمنى إسرائيلي مخول من قبل مجلس الحرب، للتفاوض على وقف الحرب بقطاع غزة، وإنهاء صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، في اجتماعات غير مباشرة مع أعضاء من حركة حماس، بحضور الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة.
وكشف مصدر مطلع على الملف الفلسطيني بالقاهرة، عن حدوث تقدم في المباحثات التي تجريها مصر وقطر مع وفد حركة «حماس» بشأن صفقة تبادل الأسرى مع دولة الاحتلال، وهى الصفقة التي كان مقرراً لها قبل بداية شهر رمضان، إلا أنها أُجلت بسبب الشروط التعجيزية للطرفين (حماس وإسرائيل)، مؤكداً أن الجميع يسعى خلال اجتماع الدوحة إلى تذليل كافة العقبات والشروط بين الجانبين، للوصول إلى صيغة توقف سفك الدماء المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف المصدر لـ«عكاظ»: يُتوقع أن تكون فترة الهدنة بين الجانبين ستة أسابيع، وهى المدة التي كان بشأنها خلاف، إذ رفضت حركة حماس أي اتفاق لا يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو أمر رفضته إسرائيل، متوقعاً أن يكون هناك حديث خلال الاجتماع المرتقب بإمكانية حل الدولتين، خصوصاً أن تل أبيب رأت أن وجودها في غزة كبدها خسائر مادية وبشرية وعسكرية كبيرة، وبالتالي لن تستطيع تحمل تبعات الأمر مستقبلاً، بل وتسعى إلى إنهاء الأزمة الفلسطينية، لافتاً إلى أن خطة نتنياهو بأن تتحكم العائلات الفلسطينية بتشكيل حكومة محمد مصطفى باءت بالفشل، في خطوة تمهد بها إسرائيل إلى مرحلة ما بعد الحرب، لكن العائلات رفضت أي تعاون مع سلطات الاحتلال، وهو ما جعل إسرائيل تسير في التفاوض.
وتوقع المصدر أن يتم الإفراج عن ما بين 40 إلى 42 أسيراً إسرائيلياً، مقابل الإفراج عن 400 أسير فلسطيني، أما المجندات الإسرائيليات فسيكون لهن ثمن آخر، وهو الإفراج عن واحدة مقابل 150 أسيراً فلسطينياً، من بين هؤلاء 30 من ذوي المحكوميات العالية، فضلاً عن دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون قيود، وانتقال تدريجي لما يقرب من ألفي فلسطيني بصفة يومية إلى أماكنهم التي دمرتها إسرائيل، ومنع الاجتياح البري لرفح الفلسطينية، إضافة إلى كل ذلك، أن تسلم «حماس» الجثث التي تحتجزها مقابل رفع إسرائيل الحصار عن غزة.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي، إن أمريكا تضغط في الوقت الراهن لإنهاء الأزمة بين حماس وإسرائيل لسببين، الأول هو المأزق الإسرائيلي الداخلي وما خلّفته الحرب من تحديات داخل دولة الاحتلال، والثاني أن قتل المدنيين الفلسطينيين أصبح أزمة تؤرق دول العالم، وأصبحت الحرب سبة في جبين الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يسعى لتصحيح صورته قبل الانتخابات.
ونفى الدراوي لـ«عكاظ» وجود قطيعة بين أمريكا وإسرائيل، مشدداً على أن واشنطن ستظل الداعم الرئيسي لتل أبيب، لكن من الممكن أن تتخلى عن نتنياهو.