الكتاني
الكتاني
-A +A
محمد حفني (القاهرة)okaz_online@
يواجه تنظيم الإخوان الإرهابي داخل القارة الأوروبية إجراءات استخباراتية غير مسبوقة للحد من نشاطه، بعد رصد تقارير أمنية بأن وجودهم يمثل تهديداً للأمن القومي للقارة العجوز، إثر تنامي نشاطهم المتطرف سياسياً واقتصادياً، وهو ما دفع فرنسا والنمسا وألمانياً وبريطانيا إلى تجفيف منابع تمويلهم ووضعهم على قوائم التطرف.

وحذرت تقارير استخباراتية بريطانية من خطر تنامي جماعة الإخوان داخل البلاد، بعد رصد تنامٍ غير مسبوق لنشاط التنظيم عبر نشر أفكار متطرفة في منصات تابعة لها تعمل تحت مظلة قانونية بغطاء خيري وإنساني.


وأفاد مراقبون للتنظيمات الإرهابية بأن جماعة الإخوان المصنفة «إرهابية» بعدد من دول الإقليم تسيطر على أكثر من 40 مؤسسة في بريطانيا، ما بين منظمات حقوقية ومدارس وإغاثة وخدمة مجتمع، بهدف التأثير من خلال تلك المؤسسات على دوائر صنع القرار البريطاني، فضلاً على وجود استثمارات إخوانية تقدر بمليارات الدولارات.

وأرجع الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة بالقاهرة الدكتور إسلام الكتاني قيام الحكومة البريطانية بوضع جماعة الإخوان على رأس قائمة التطرف، لوجود ارتباط بين الإخوان وعدد من المنظمات الأخرى التي تصفها الحكومة البريطانية بـ«الخطرة»، فضلاً عن تزايد أعداد المنتمين لتنظيم الإخوان داخل المجتمع البريطاني ووصل الأمر إلى التدخل في العقيدة والهوية البريطانية، بل شكلت الجماعة ما يسمى بـ«الكيانات الموازية» التي تسعى لتكون بديلا للدولة والمجتمع بالنسبة لأفرادها، وهو ما حذرت منه تقارير استخباراتية بريطانية، مبيناً أن القرار ربما يكون بداية لضربة موجعة للإخوان في بريطانيا، وعلى جماعات الإسلام السياسي بكل أنواعها وبداية لحصار الجماعة في القارة الأوروبية.

وذكر الكتاني لـ«عكاظ» أن جماعة الإخوان الإرهابية معروف عنها الحيطة والحذر في كل تحركاتها، والخوف هنا يكمن في قدرتها بتغير كافة المؤسسات التابعة لها والتخفي في هوية حقيقتها الإسلامية حتى تكون بعيدة عن أي ملاحقة، كما أن عناصرها من الممكن أن تهدأ عن أي إثارة لأي أزمة في الوقت الحالي، لحماية نفسها من أي قرارات إضافة إلى عدم اختراق المؤسسات البريطانية، مثل عدم التغلغل داخل الجامعات عبر الأنشطة الشبابية، وعدم حدوث أي تصادم مع القيم الأوروبية، وعدم الظهور العلني عبر المؤسسات الإعلامية والمنصات التابعة لها.

ونوه الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أن لندن تعد الحاضنة الأهم الأكثر أمناً للإخوان خصوصاً من المصريين الذين هربوا إلى خارج البلاد عقب ثورة 30 يونيو عام 2013، وبالتالي استشعرت المملكة المتحدة بالخطر الذي يحدق بها بسبب التواجد الكبير للإخوان على أراضيها، وتغلغلها مع الجاليات العربية والمسلمة لنشر أفكارها بين أبنائها، كما استغلت الجماعة الإرهابية وجودها في بريطانيا لتحسين صورتها أمام الرأي العام خصوصاً الأوروبي بعد طردهم من جميع دول المنطقة.