من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق
من استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق
-A +A
«عكاظ»(جدة)okaz_online@
اعتبرت صحيفة «هآرتس» أن «إسرائيل تحولت من «حرب الظل» إلى الاستهداف المباشر والمكشوف لإيران، باغتيال عدد من قادة فيلق القدس بينهم القائد البارز محمد رضا زاهدي، في قصف استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ورأت الصحيفة العبرية في تقرير لها، اليوم (الأربعاء)، أن إسرائيل غيرت إستراتيجيتها، ووجهت ضربة مباشرة لإيران.


وحذرت في مقال لكاتبها آلون بنكاس من أن اختيار التوقيت لم يكن موفقاً بالنظر إلى سياق وظروف الحرب المستمرة في غزة، وهو ما حول هذا الهجوم إلى «عمل متهور» من التصعيد المتعمد الذي قد لا يقتصر على توسيع كبير للحرب فحسب، بل قد يشمل إقحام الولايات المتحدة، وهو ما يتوقف على نطاق الانتقام الإيراني وتوقيته.

وحددت الصحيفة 4 سيناريوهات محتملة للرد الإيراني: أولها أن تلتزم إيران بسياستها القديمة المتمثلة في عدم الرد الفوري، بل الانتظار بصبر للانتقام في زمان ومكان وهدف يتم اختياره بعناية ويتناسب مع الضرر الرمزي والحقيقي الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي، لكن هذا الخيار يبدو صعبا لكنه لا يزال ممكناً وفقا للكاتب.

ثانيها، أن إيران لم يعد لديها خيار سوى الرد بسرعة وبشكل متناسب، وبالتالي تستهدف السفن والسفارات والأفراد الإسرائيليين في الخارج. ويعتمد هذا على المعلومات الاستخباراتية والفرصة السانحة، وهما عنصران من المرجح أن تمتلكهما إيران، غير أن المشكلة في هذا الخيار هي أنه يطلق العنان لعملية من الخطوات التصعيدية المتبادلة.

فيما يتجه الخيار الثالث نحو تصعيد كامل من خلال حزب الله في لبنان وإشراك إسرائيل في جبهة ثانية أكثر فتكا وتكلفة بكثير مما كانت عليه في غزة.

ويثير هذا الخيار، وفقا للكاتب، سؤالا حاسما فيما يتعلق بمستوى السيطرة والنفوذ الإيراني على حزب الله: هل تستطيع طهران فعلا إجبار الحزب على الانخراط في حرب من شأنها أن تعيث فسادا في لبنان؟

أما الاحتمال الرابع، فهو سيناريو يوم القيامة، إذ تقوم إيران الغاضبة بهجمات لا تقتصر على أهداف إسرائيلية مهمة، بل تشمل أهدافا أمريكية في الخليج العربي.

لكن الصحيفة تستبعد هذا الخيار بوصفه «غير معقول وغير عقلاني»، إلا أن للتصعيد عادة خصوصياته، وما قد يكون غير مقصود في البداية يمكن أن يتحول بسرعة إلى صراع أوسع نطاقا.