يتعرض المدنيون في الضفة الغربية لعنف متزايد واعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين الإسرائيليين، بحماية من قوات الاحتلال، ويستخدم المستوطنون الرصاص الحى وحرق الممتلكات والمنازل وسيلة لإرهاب المدنيين، وتأتى تلك التطورات بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور جهاد الحرازين، أن ما يقوم به المستوطنون حالياً بقرى ومدن الضفة الغربية من عمليات قتل وتشريد وحرق للمنازل والسيارات وإيذائهم جسدياً ولفظياً؛ غير قانوني، بل ارهاب ممنهج ضد السكان بهدف إبعادهم عن أراضيهم وممتلكاتهم وتشريدهم، مستغلين انشغال العالم بما يحدث في غزة، مضيفاً: هذا أمر يشير لصعوبة التمييز بين عنف المستوطنين وعنف الدولة، فهما وجهان لعملة واحدة.
وأشار إلى أن الكارثة الكبرى هي أن ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل قوات الاحتلال يحدث على مرأى ومسمع من دول العالم، مبيناً أن حكومة الاحتلال المتطرفة هي من ترعى منظومة إرهاب الدولة بكل أشكاله.
وقال في تصريحات لـ«عكاظ»: يحمل المستوطنون في الضفة الغربية السلاح لقتل وترويع السكان من الفلسطينيين في كل القرى والمدن، بل وتدمير أراضيهم وبيوتهم وأرزاقهم بحماية أمنية، بهدف تشريدهم وإقامة المئات من المستوطنات على الأرض، وهو أمر مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، مؤكداً أن ضرب الوجود الفلسطيني تقوم به حكومة الاحتلال في قطاع غزة، ومنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية عبر إفراغ الأرض المحتلة من أهلها.
وحذر السياسي الفلسطيني من حالة الانفجار المتوقع في الضفة الغربية، في ظل المزيد من ضم الأراضي وزيادة عنف المستوطنين ضد الأهالي، وهو عنف واضح أنه يخدم أجندة الدولة، المتمثلة في إحكام قبضتها بالمزيد من السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.