تشهد مناطق الحوثي سخطاً شعبياً واسعاً جراء تزايد جرائم قيادات المليشيا والفساد المستشري والمحاولات الحثيثة لتفتيت القبائل وتصفية الشخصيات الفاعلة والزج بها في السجون، خصوصاً بعد اختطاف القاضي عبدالوهاب قطران، وأحد النشطاء الذين فضحوا فساد القيادات الحوثية.
تظاهرت قبائل همدان في شمال صنعاء أمس (السبت) رفضاً لمساعي الحوثي تفتيت القبيلة وتقسيم مديريتهم وضم أجزاء منها لمديريتي معين وبني الحارث التابعتين لأمانة العاصمة. وبحسب مصادر قبلية فإن القبائل تظاهرت في صنعاء اليوم بعد توجيهات حوثية بانتزاع منطقة شملان من القبيلة وضمها إلى مديرية معين، إضافة إلى مناطق أخرى وضمها لمديرية بني الحارث؛ بهدف السيطرة على الأراضي وتقسيم القبيلة.واعتبرت القبائل التوجيهات الحوثية خطوة نحو تفكيك قبائل طوق صنعاء والسطو على أراضيهم وممتلكاتهم، مطالبين جميع قبائل طوق صنعاء بالوقوف معهم في وجه المليشيا.وفي سياق آخر، شهدت مديرية ماوية في شرق محافظة تعز، التي يسيطر عليها الحوثي، اشتباكات بين حملة حوثية وعسكري في قوات النجدة مناهض للحوثي كان الحوثيون قد اختطفوه قبل سنوات أثناء التصدي لهم بمنطقة الحمية وأُفرج عنه ضمن صفقة تبادل أسرى مع القوات الحكومية.وأفادت مصادر موثوقة بأن العسكري محمد صادق السناوي رفض تسليم نفسه للحملة الحوثية، واندلعت اشتباكات عنيفة تسببت بإصابة عدد من أفراد الحملة الحوثية قبل أن يُقتل العسكري.في غضون ذلك، حذر عضو المجلس السياسي عضو البرلمان الحوثي سلطان السامعي من خطورة جر صنعاء إلى حرب أهلية، متهماً قياداته بالفساد واضطهاد كل من يناهض الفساد.ونقلت وسائل إعلام في صنعاء عن السامعي قوله في البرلمان: «سيأتي اليوم الذي يُمنع فيه أعضاء برلمان صنعاء من الاجتماع»، مضيفاً: «اللوبي يرى حبس كل الوطنيين لتخلو الساحة للفاسدين وما أكثرهم اليوم».وتوقع سقوط الحوثي في صنعاء والدخول في حرب أهلية، خصوصاً أن العجلة تتسارع لإحداث تلك الحرب من بيت إلى بيت، مطالباً بتغيير منظومة الفساد الذين لا يجيدون إلا رفع الشعارات ومن تحتها يمارسون أبشع أنواع الجرائم.